•تسوية الخلافات حول مخطط الغاز وصلت إلى المرحلة الأخيرة. ومن المنتظر أن توافق الحكومة بعد يوم غد على الخطة التي أعدها البروفسور إيتان شيشنسكي، وأن تحال فوراً للتصويت عليها أمام الكنيست. لا يستطيع موشيه كحلون وحاييم كاتس ويوآف غالنت المشاركة في التصويت، لكن المعارضة ستتحمل مسؤولية خسارة مليارات الدولارات إذا قضت على الخطة. وفي الواقع من الأفضل القضاء على اقتراح صحيح والتسبب بخسار كبيرة، من الاستمرار في مماطلة لا أفق لها.
•من الغريب أن معارضي مشروع الغاز يعارضون أيضاً الحجج الموضوعية التي أبدتها المؤسسة الأمنية والجيش في خلافهما بشأن التقرير الذي أعدته لجنة برئاسة لوكير. وفي الحقيقة، هذا ليس غريباً فهؤلاء دائماً ضد. وهم بالتأكيد لن يقتنعوا بالرسالة التي كتبها أربعة جنرالات في الاحتياط مثل يسرائيل زيف وعاموس يارون وداني ياتوم وإليعيزر ماروم، وطالبوا فيها بالإسراع في استخراج الغاز لأسباب استراتيجية ستسفر عن ميزات لإسرائيل في المجال المالي وخارجه. لكن الرافضين لا يصدقون أبداً جنرالات الجيش. وهم يطرحون اليوم حجة جديدة مفادها أن الحكومة أدخلت تغييرات على خطة شيشنسكي. إن هذه المسألة تستحق الدرس شرط أن يقول الرافضون مسبقاً إنه إذا جرى تنفيذ خطة شيشنسكي كاملة فإنهم سيتراجعون عن معارضتهم، وهذا الأمر لن يفعلوه.
•وعلى افتراض أن انتقاداتهم تستند إلى أساس صلب، فإنه يجب إزالة الغبار الديماغوجي المثار حولها، وأن نفهم أن الفارق بين الخطة المقترحة وما يريدونه ليس كبيراً كي نخسر بسببه لفترة طويلة المداخيل الضخمة التي ستدخل إلى صناديق الدولة. كما أن إعداد خطة جديدة يتطلب الكثير من الوقت، وليس من الأكيد أن المستثمرين الأجانب سينتظرون.
•وكما كان صحيحاً دائماً، فإنه صحيح في هذه الفترة أيضاً أن هناك أطرافاً معادية تستغل السياسة الخطأ للحكومة في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] حيال الفلسطينيين، من أجل فرض حصار اقتصادي على إسرائيل هو بمثابة حظر واسع. ليس هناك طرف مسؤول يمكن أن يأخذ على عاتقه مسؤولية خرق اتفاق أو عرقلة تسوية وتطفيش مستثمر للغاز، سيكون رحيله بمثابة إشارة إلى العالم بأنه من الصعب القيام بصفقات مع إسرائيل.
•إن هذا الرصيد الاستراتيجي [الغاز] لن يبقى في متناول إسرائيل إلى الأبد، فثمة دول أخرى ستستعى إلى التنقيب عن الغاز وهناك تقلبات في أسعاره. ففي تقرير للقناة الثانية أن شركة الكهرباء التي كانت إدارتها مصابة بداء الرشوة، قلصت هذه السنة شراءها للغاز الإسرائيلي وعادت قليلاً إلى استخدام الفحم، وقد يحدث هذا أيضاً للغاز الإسرائيلي في الأسواق الأجنبية.
•إن الوقت يمر، وكما علّم الأميركيون العالم أن الوقت هو المال: Time is Money.
___________
أصدرت لجنة شيشنسكي تقريرها النهائي المتعلق برسوم الامتياز لاستخراج الغاز وفيه اقترحت أن تصل حصة الحكومة إلى 70% من الإنتاج، لكن بعد نزاع شديد مع شركات استخراج الغاز جرى الاتفاق على أن تكون حصة الدولة من إيرادات الغاز 50%. للمزيد من المعلومات عن تقرير شيشنسكي يمكن الرجوع إلى عدد النشرة 5/1/2011. أما بشأن التسوية التي جرى التوصل إليها بين الحكومة الإسرائيلية وكارتيل الغاز فيمكن الرجوع إلى مقال آفي بار إيلي المنشور في عدد النشرة بتاريخ 19/6/2015.