من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•وفقاً للقاموس العسكري، فإن الحرب هي "التي تستخدم فيها الأطراف المتقاتلة قواتها ومواردها من أجل فرض إرادتها على الطرف الآخر أو منعه من فرض إرادته"، بما في ذلك الصراع غير المسلح. وجاء في البند الـ40 من القانون الأساسي للحكومة في فصل "اعلان الحرب" : "لا تشن الدولة حرباً إلا بقرار من الحكومة". وربما يتعين على المستشار القانوني للحكومة أن يبحث ما إذا كان هذا البند طُبق على المعركة السياسية التي بدأتها إسرائيل من أجل فرض إرادتها على إدارة أوباما في ما يتعلق بمسألة الاتفاق النووي مع إيران، والتي نتائجها ليست أقل دراماتيكية من حرب تقليدية.
•قد يكون ما يحدث بمثابة الانفجار الكبير لما قد يسمى لاحقاً بحرب السنوات الست بين بنيامين نتنياهو وأوباما. لقد زجّت إسرائيل في هذه المعركة بقواتها الضاربة وخبرائها ومجموعات الضغط العاملة لحسابها، ولديها حليف قوي جداً متمثل في الحزب الجمهوري، ودخلت في خصام كبير مع إدارة أميركية ورئيس حازم، الفشل بالنسبة إليهما ليس خياراً.
•لم يعد مهماً ما إذا كان الاتفاق الموقع في فيينا اتفاقاً سيئاً كما تدعي إسرائيل، أم هو اتفاق عظيم كما تجهد الإدارة في تقديمه، ففي النهاية هذا هو الاتفاق وليس هناك غيره. وليس في إمكان إسرئيل الدخول في معركة من أجل إحباط الاتفاق فقط كي تثبت قوتها أو أنها على حق، أو بدافع من العجز مثل شخص يراهن على بيته بعد أن خسر كل ماله.
•كان يتعين على الحكومة أن تجري نقاشاً تصل فيه إلى استنتاج أن الانتصار ممكن وأن إنجازاته تساوي الثمن الذي سيدفع. وإذا كانت لم تفعل ذلك، فإن هذا بمثابة مغامرة تستوجب في المستقبل لجنة تحقيق.
•يصف ناطقون أميركيون بدءاً من أوباما وكيري وحتى آخر الناطقين بلسان الإدارة، إلغاء الكونغرس للاتفاق بالكارثة: فالولايات المتحدة ستصبح معزولة، ونظام العقوبات سينهار، وإيران ستحتفل، وستقترب المنطقة بخطى عملاقة نحو مواجهة عسكرية مدمرة. حتى الآن امتنعت إسرائيل ومؤيدوها من تقديم سيناريو بديل مقنع يثبت أنه بعد أن يلحق الكونغرس بالرئيس الهزيمة الكاملة التي تتمناها إسرائيل، فإن الولايات المتحدة ستزداد قوة، والصين وروسيا ستحنيان رأسيهما، وطهران ستخضع. وحتى عندنا يدركون أن هذا الأمر وهم.
•من الواضح من كلام أوباما وكيري أن الاتهامات ستوجّه ليس فقط إلى الجمهوريين الذين صوتوا ضد الاتفاق، بل أيضاً إلى إسرائيل و"مجموعات الضغط" كما أسماها أوباما. لقد قال كيري إن إسرائيل ستُتهم بعرقلة الاتفاق وإن عزلتها ستزداد، وهذه حقيقة بسيطة يجب أن تثير القلق، على الرغم من أن السفير الإسرائيلي السابق مايكل أورون يعتبرها تهديداً. لكن هناك في أرض الكلام الفارغ من هم مقتنعون بأن العالم سيهلل لإسرائيل وللجمهوريين بعد نجاحهم في القضاء على اتفاق يثني عليه المجتمع الدولي بمن في ذلك السعودية.
•قبل عقد من الزمن بذلت الجالية اليهودية جهداً كبيراً لدحض حجة البروفسور ستيفن والت وجون مرشهايمر القائلة بأن اللوبي المؤيد لإسرائيل هو الذي دفع أميركا إلى حرب العراق، على الرغم من أن الإدارة الأميركية في ذلك الحين [إدارة جورج بوش الابن] لم تكن بحاجة إلى تشجيع للمضي إلى الحرب، وأن رئيس الحكومة أريئيل شارون بقي بعيداً عن الأضواء.
•أمّا هذه المرة فإن اللوبي مستعد لخوض أخطر معاركه علناً، في الوقت الذي يقف رئيس الحكومة بفخر على رأس المعسكر الذي يقود القوات.
•عندما ستبدأ المعركة ضد إسرائيل واللوبي المؤيد لها، لدوافع موضوعية وأخرى معادية للسامية، سيكون من الصعب على الجالية اليهودية خوضها، وستجد نفسها في خضم مواجهة داخلية صعبة وربما أيضاً في مواجهة بداية انقسام بين أغلبية قيادتها التي تسير وراء نتنياهو، وأغلبية مجتمعها التي ما تزال تحافظ على ولائها لأوباما.
•لقد حدثت مواجهات حادة في الماضي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، لكن لم يسبق لها أن اقتربت من المعركة غير المسبوقة التي تنتظرنا. لقد قال بنجامين فرانكلين الأب المؤسس [للولايات المتحدة] إنه في وقت الحرب لا ندفع الأثمان، فالحساب يصل في نهايتها. وفي معركة مشكوك في دوافعها، وذات أهداف غير واضحة ونتائج غير مؤكدة حتى في حال الانتصار، فإن الثمن سيكون غالياً والحساب سيكون مؤلماً ومفاجئاً.