•كان الجيش الإسرائيلي على علم مسبق بأن إعلان شمال - شرق هضبة الجولان منطقة عسكرية، لا يشكل حاجة عملية لمقاتلين إسرائيليين يقفون على أهبة الاستعداد في مواجهة قرية الخضر الدرزية في سورية، بل هو استباق لاحتمال، مهما كان ضعيف، أن تنطلق شرارة قد تشعل المنطقة.
•وفي الوضع الحساس للمرحلة الحالية من الحرب التي تجري أمام أعين الجيش الإسرائيلي والدروز في اسرائيل، فهذه خطوة منطقية. وليس أقل أهمية من ذلك أنها اتخذت فوراً، ليس فقط من أجل المحافظة على السياحة في هضبة الجولان، بل أيضاً من أجل منع قيام حاجز مدني ونفسي في مواجهة الدروز في إسرائيل.
•فالدروز القلقون اقتربوا من السياج الحدودي من أجل مشاهدة إخوانهم الذين يخوضون مواجهة مباشرة مع جبهة النصرة، وهم يتخوفون من تدهور الوضع. ففي قرية الخضر يوجد آلاف من الدروز أكثرهم فقراء معدمون يعتاشون من زراعة غير مزدهرة، وهم يحافظون على ولائهم لحكومة بشار الأسد الضعيفة كجزء من تقليد يفترض أن العلويين أكثر اعتدالاً من تنظيمات الارهاب الإسلامية.
•في حقيقة الأمر كان الخوف أعظم مما هو الحال في الواقع المرير. أطلقت بضع قذائف، وقيل إن الجيش السوري الحر طلب من جبهة النصرة عدم المس بالدروز، ويوجد أساس لاعتقاد أن إسرائيل نقلت لهذا الجيش رسالة مباشرة بهذه الفحوى.
•يعتقد طه فرحات من المجلس الصهيوني الدرزي أن على إسرائيل السماح للدروز بمساعدة إخوانهم في القرية المحاصرة والمعزولة في المنطقة وتزويدهم بالسلاح والذخيرة. ففي رأيه هم معزولون. لكن للأسف الشديد، الحكومة في المرحلة الحالية ليست مستعدة لأن تمد لهم يد المساعدة، لا علناً ولا سراً.
•تتردد إسرائيل فيما يتعلق باختيار استعدادها العسكري والسياسي لمواجهة الوضع في المنطقة. فإذا جاء لاجئون دروز هل تمنعهم من الدخول إلى الجيب المخصص لهم في هضبة الجولان الإسرائيلية؟ من قال إن إسرائيل مستعدة لذلك؟ وإذا لم تسمح إسرائيل للاجئين بالدخول، فأي توتر سوف تنجر إليه في علاقتها مع الطائفة الدرزية في البلد؟
•قلنا إن إسرائيل خارج حدود المنطقة التي تدور فيها الحرب الأهلية في سورية، وهي لا تريد أن تنجر إليها، وممنوع عليها أن تفعل ذلك. لكن يتعين عليها ان تعد الرد الملائم على سلسلة من السيناريوات المحتملة.