وزيرة الثقافة تقرّر تعليق تحويل الاعتمادات إلى مسرح الميدان العربي في حيفا
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قررت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغف [الليكود] أمس (الثلاثاء) تعليق تحويل الاعتمادات إلى مسرح الميدان في حيفا [المسرح العربي في إسرائيل] بسبب إصراره على الاستمرار في عرض مسرحية "الزمن الموازي" التي تروي قصة الأسير الفلسطيني وليد دقة الذي أدين بقتل الجندي الإسرائيلي موشيه تمام وحُكم عليه بالسجن المؤبد. 

 

وقالت ريغف في تصريحات أدلت بها إلى وسائل إعلام، إنها اتخذت هذا القرار بعد أن أبلغها رئيس مديرية الثقافة والفنون في الوزارة أنه قام بزيارة للمسرح وثارت لديه تساؤلات بالنسبة لموارد المسرح المالية، لم يكن بإمكان مديري المسرح شرحها.

وطالبت جمعية حقوق المواطن في إسرائيل وزيرة الثقافة بألا تحّول نفسها مسؤولة للرقابة على الثقافة، وأكدت أنّ تصريحات الوزيرة وتصرفاتها الأخيرة تهدّد الديمقراطية الإسرائيلية عموماً. 

وجاء في رسالة وجهها المستشار القانوني لجمعية حقوق المواطن المحامي دان ياكير إلى ريغف أمس، أن وزيرة الثقافة ليست حاكمة على الثقافة وليست رقيبة عليها.

وأشارت الرسالة إلى أن وظيفة وزارة الثقافة مساندة ودعم الثقافة والفن وليس خنقهما، وإلى أن من وظائف السينما والمسرح التعامل مع قضايا شائكة ومثيرة للجدل والتشجيع على التفكير النقديّ، لا تشجيع شرعية الدولة أو الحفاظ على الصورة الحسنة لجنود الجيش الإسرائيلي.

وأكد ياكير أنه يحق لوزارة الثقافة منع تقديم دعم مادي فقط في حال حرضت الأعمال الفنية على العنف أو العنصرية، وعدا هذه الحالات النادرة لا يجوز لوزارة الثقافة أن تتدخل في مضامين الأعمال الفنية. 

كما أكد رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين أن الفنون لا تتبع أي معسكر سواء اليمين أو اليسار. 

وحذر ريفلين في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام خلال الاجتماع الذي عقده مع منتدى منظمات نزاهة الحكم برئاسة مراقب الدولة السابق القاضي المتقاعد ميخا ليندشتراوس في ديوان رئاسة الدولة في القدس أمس، من مغبة تسييس الفنون والثقافة، وأكد أنهما ليسا سلاحاً وإنما وسيلة للتحاور وكسر الجدران.

وكان مئات من الفنانين الإسرائيليين عقدوا مساء السبت الفائت اجتماعاً طارئاً في تل أبيب احتجاجاً على ما اعتبروه محاولة من الحكومة للحدّ من حرية التعبير الفني في إسرائيل. 

وجاء هذا الاجتماع عقب جلسة عاصفة عقدتها وزيرة الثقافة مع مجموعة من كبار الفنانين ورؤساء المؤسسات الثقافية الإسرائيلية في نهاية الأسبوع الفائت قالت لهم خلالها إنها تمثل حزباً حصل على 30 مقعداً في الكنيست بينما هم يمثلون الأقلية.

وقال الممثل والمخرج المعروف عوديد كوتلر في الاجتماع الطارئ إن المقترعين لحزب الليكود في الانتخابات العامة الأخيرة كانوا مثل بهائم سارحة في مرتع.

 

وسارعت وزيرة الثقافة للتعقيب على هذا الكلام واعتبرت أنه يكشف القناع عن الوجه القبيح والمتعجرف لقائله ولزملائه الذين صفّقوا له، كما أنه يدل على ظلامية ثقافية.