من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•إذا خرقت إيران الخطوط العريضة للاتفاق الجاري بلورته مع الدول العظمى وأصرت على الحصول على سلاح نووي، فإن الرد الإسرائيلي يجب أن يكون عكس الخط التقليدي، الذي هو مواصلة التهديد بهجوم محدود الفائدة ضد المنظومة النووية الإيرانية، والتحذير من أن إسرائيل ستحول دون أن تحتكر إيران السلاح النووي في الخليج الفارسي وستساعد السعودية على أن تحصل هي أيضاً عليه.
•تتعارض هذه الفكرة مع وجهة النظر السائدة التي تتخوف فيها إسرائيل من رد فعل متسلسل نووي مصري وتركي وسعودي في أعقاب النووي الإيراني، وهذا ما يشكل كابوساً للمخططين الاستراتيجيين في القدس وفي تل ابيب (وفي واشنطن أيضاً).
•إن وجهة النظر المختلفة هذه تنطلق من البحث عن مبرر يقنع الإيرانيين بأنه من الأفضل لهم ألا يحصلوا على سلاح نووي. حتى الآن كان الحافز، أو سلة الحوافز، أساسها العقوبات الاقتصادية (وإزالتها). صحيح أن التهديد الإسرائيلي والأميركي بعملية عسكرية ما يزال قائماً، لكن صدقيته العملياتية والسياسية إشكالية.
•تعود الرغبة الإيرانية في السلاح النووي التي ولدت منذ أيام الشاه، إلى مزيج من الدوافع: روح وكبرياء قوة إقليمية عظمى قديمة، ورمز للمكانة، وخوف من التخلف في سباق التسلح ليس في مواجهة إسرائيل، بل ضد العراق العدوة المجاورة الساعية حينها إلى امتلاك السلاح النووي. إن أول هجوم على منشأة نووية (وقد فشل) كان هجوم طائرات الفانتوم الإيرانية على مفاعل كان على مشارف بغداد في تشرين الأول/أكتوبر 1980.
•حتى الآن جرى إحباط سباقات إقليمية للتسلح النووي عبر طريقين: اتفاق بين الدول المتسابقة والمتعادلة القوة (البرازيل والأرجنتين)، أو تعهد أميركي بالدفاع عن حلفائها (اليابان، كوريا الجنوبية، تايوان) من هجمات نووية (من جانب كوريا الشمالية أو الصين)، إلى جانب تعهدات عامة إزاء دول أعضاء من حلف شمال الأطلسي ارتضت الابتعاد عن النووي وفي مقدمتها ألمانيا.
•من دون مظلة أميركية موثوق بها تشمل الدفاع عن المملكة السعودية في مواجهة العدو الإقليمي الأكبر إيران، من المحتمل أن تسعى السعودية، ويوجد دلائل تشير إلى ذلك في السنوات الماضية، إلى اختصار المجال المعقد للحصول على سلاح نووي وشرائه كمنتج نهائي من باكستان بصورة خاصة. ومن وجهة نظر إسرائيل، فإن مثل هذا التطور أمر سلبي، لكن من الأجدى أن نعكس نظرتنا ونرى الأمر الايجابي الذي ينطوي عليه.
•في استطاعة إسرائيل كعضو مراقب في لجنة المتابعة لميثاق منع انتشار السلاح النووي، التي تجتمع في نيويورك من أجل مناقشاتها كل خمس سنوات، أن تعلن أنها لن تسمح لإيران بالاحتكار النووي (أو بثنائية احتكارية بحسب وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف)، وبأنها ستعمل على توسيع هذا الاحتكار وستساعد السعودية على بلوغ وضع مساو، سواء بالامتناع عن التحرك ضدها أو بصورة عملية. وبذلك ستضطر طهران إلى موازنة الجدوى من مساعيها على هذا الصعيد، وستكون أمام خيار جديد: الاستثمارات الضخمة ستتلاشى لأن إيران لن تكون وحدها في الفرع الإقليمي لنادي الدول النووية.