هل لا يزال ترميم الثقة بين نتنياهو ولبيد ممكناً؟
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

•ماذا يمكن أن يحدث اليوم في اللقاء المصيري بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير المال يائير لبيد، والذي سيحدد ما إذا كان سيجري فك هذه الشراكة [الائتلاف الحكومي] والمضي نحو الانتخابات، أم أن هذا الزواج الوهمي سيستمر بضعة أشهر أخرى قبل الانهيار الحتمي؟ وحتى إذا اتفق الرجلان على تمرير قانون القومية والميزانية وعدم زيادة الضريبة المضافة [صفر ضريبة مضافة] وسائر الموضوعات الخلافية، فهل يستطيع هذا كله أن يعيد الثقة بينهما بعد تضررها كثيراً بحيث لم يعد من الممكن استعادتها باجتماع أو اثنين؟

•ما سيحدث اليوم هو أن نتنياهو سيجلس في مواجهة وزير المال، وسيسأله بضعة أسئلة ويطلب توضحيات ويحاول تنسيق أساليب العمل من الآن فصاعداً. لكن عندما يأتي دور وزير المال كي يتحدث، فإن نتنياهو لن يصدق كلمة واحدة، فبالنسبة إليه لبيد تخطى الحدود والعلاقات بينهما غير قابلة للترميم.

•لن ينفع إنكار لبيد، ففي رأي نتنياهو حاول لبيد إطاحته في منتصف ولايته وتشكيل حكومة بديلة في الكنيست الحالي من دون إجراء انتخابات. وفي أحاديثه الخاصة، يصف نتنياهو ما جرى "بالانقلاب" و"المناورة القذرة"، وسوف يتخيل أن لبيد سيقوم من مكانه بعد انتهاء الاجتماع ويصافحه ويخرج من الغرفة ويركض عائداً إلى ليفني وبوجي [زعيم حزب العمل يتسحاق هيرتسوغ] والحريديم من أجل مواصلة العمل على تأليف حكومة أخرى.

•وحتى بالنسبة إلى لبيد، يبدو أن علاقته بنتنياهو وصلت إلى نفق مسدود، فهو لم يقدّر إلى أي حد ستُغضب رئيس الحكومة الجملة التي رماها أحد المقريبن منه، هيلل كوبرينسكي، أمام مستشاري نتنياهو أثناء مناقشة موضوع الميزانية بشأن تشكيل حكومة بديلة للحكومة الحالية في الكنيست الحالي، ولم يتخيّل أن هذه الجملة ستدفع بالحياة السياسية إلى حافة الغليان وأجواء عشية انتخابات.

•لكن لماذا على الرغم من هذا كله ثمة إمكان لأن ينجح الاجتماع؟ لأن البديل بالنسبة إليهما ليس مضموناً نجاحه، فالانتخابات، بحسب استطلاعات الرأي العام تعرّض نتنياهو للخطر. وحتى لو فاز نتنياهو والليكود، فإن الائتلاف المقبل سيكون أكثر سوءاً بكثير من الائتلاف الحالي. كذلك فإن احتمال تشكيل ائتلاف آخر من دونه، مباشرة بعد الانتخابات أو بعدها بفترة، يبدو أكثر واقعية في الكنيست المقبل في ضوء الوضع الذي تعكسه الاستطلاعات اليوم.

•وكذلك فإن وضع لبيد السياسي ليس مفروشاً بالورود، فهو لن يستطيع العودة إلى الكنيست المقبل سوى بنصف قوته السياسية الحالية. وينطبق هذا على وزيرة العدل تسيبي ليفني التي تجتاز [بحسب الاستطلاعات] نسبة الحسم بصعوبة.

 

•إن العلاقات السيئة بين أطراف الائتلاف كانت في الحقيقة هكذا منذ اللحظة الأولى. لكن على الرغم من الخلافات في الرأي والفوارق في النظرة، كان هناك قاسم مشترك أدى إلى نشوء رابط قوي ومتين بين الجميع هو الحؤول دون انتخابات. اليوم هذا الرابط أصبح ضعيفاً، وبعد الاجتماع المقرر اليوم، سيعرف رئيس الحكومة ووزير المال وسائر رؤساء الأحزاب وكذلك نحن، ما إذا بقي شيء من هذا الرابط، أم أنه انتهى بالفعل.

 

 

المزيد ضمن العدد 2023