من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•منذ محادثات مدريد وأوسلو، قبل نحو 17 عاماً، والمفاوضات تدور بشأن مستقبل بلدنا ومستقبل الشعبين اللذين يعيشان فيه في مسارين متوازيين: الأول هو بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والثاني هو بين الإسرائيليين أنفسهم.
•إن التقدم الحقيقي هو الذي يتم في المسار الثاني. ففي هذه المفاوضات جرى حسم مصير أكثر من 10 بالمئة من مساحة الضفة الغربية، في المنطقة الواقعة إلى الغرب من جدار الفصل. وفي الأسابيع القليلة الفائتة أُدرجت في جدول الأعمال العام مبادرات تعويض– إخلاء لمستوطنين يعيشون إلى الشرق من الجدار، غير أن هناك معارضة قوية لها، ولذا فإن احتمال تطبيقها مشكوك فيه.
•طوال الوقت، هناك تلميحات [على خلفية هذه المفاوضات] إلى صعوبة إخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية بحجة أن العناصر اليمينية ستواجه هذا الإخلاء بقوة غير مسبوقة، بحسب ما تؤكد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
•في المفاوضات الإسرائيلية الداخلية تم أيضاً تحديد التنازلات بشأن مسالة القدس. فبموجب ذلك تتنازل إسرائيل عن السكان الفلسطينيين بعد أن تكون قد سيطرت على معظم الأراضي الخالية والتابعة للقرى والأحياء الفلسطينية [في منطقة القدس]، وبنت فيها أحياء جديدة، ومنعت الفلسطينيين من البناء والتوسع. بكلمات أخرى: الأرض لإسرائيل والسكان للسلطة الفلسطينية. وبناء عليه يغدق العالم المديح على إسرائيل بفضل استعدادها للتوصل إلى حل وسط، وللتنازل عن أجزاء من القدس مثل عناتا وكفر عقب.
•لقد وجهت اللجنة المركزية لحركة فتح، يوم الثلاثاء الماضي، تحذيراً من مغبة تفجير المحادثات بسبب البناء في المستوطنات. ربما يكون هذا التحذير لغايات داخلية فقط، لكن سبق لإسرائيل أن تعاملت باستخفاف مع تحذيرات مماثلة في سنة 1996 وسنة 2000، لاعتقادها بأن مشاركة كبار المسؤولين الفلسطينيين في المفاوضات النظرية هي الأمر الحاسم، أما واقع الأمر فيدل على أنها ليست مجرد تحذيرات جوفاء في نظر الجمهور الفلسطيني العريض الذي رأى فيها إشارة إلى ضرورة تفجير غضبه ضد عملية نهب أراضيه ومستقبله.