تهدئة الجبهة الجنوبية.. إسرائيل تختبر شرعية حماس كقوة أمنية مسؤولة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•تقف إسرائيل على أعتاب اتخاذ قرار مماثل للقرار الذي اتخذته حيال حزب الله، وذلك في المواجهة مع حركة "حماس" في قطاع غزة، والتي قال رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، هذا الأسبوع، إنها "حرب حقيقية".

•لا شك في أن الطرفين في الجبهة الجنوبية منهكان، كما كانت الحال في الجبهة الشمالية. وصرخة سكان سديروت والبلدات المحيطة بها تضايق الحكومة والجيش الإسرائيليين اللذين لم ينجحا في منع إطلاق صواريخ القسام على مدار ستة أعوام. أما فكرة الغزو البري لقطاع غزة والذي سيقترن بخسائر فادحة، فما عادت تثير إلا القليل من الحماسة لدى القيادتين العسكرية والسياسية. 

•إن حركة "حماس" منهكة هي أيضاً بسبب الحصار الاقتصادي الإسرائيلي وعمليات الاغتيال التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي، ولذا فهي ترغب في التهدئة. إن الصفقة الآخذة في التبلور تعيد إلى الأذهان التفاهمات بين إسرائيل وحزب الله.

•صحيح أنه في ظل تفاهمات من هذا القبيل سيتواصل تعاظم قوة "حماس" العسكرية، الأمر الذي سيثير معضلة لدى إسرائيل بين الحين والآخر بشان ما إذا كان يتعين عليها أن تجتاح غزة "كي لا تواجه حماس أكثر قوة في الجولة المقبلة"، غير أن من الصعب الافتراض أن إسرائيل ستحتل غزة بسبب عمليات تهريب الأسلحة فقط، في حال توقف إطلاق صواريخ القسام وقذائف الهاون على سديروت.

•سيجري تفسير المنطق الاستراتيجي الكامن وراء وقف إطلاق النار مع "حماس" بأن التهدئة ستتيح لإسرائيل بناء قوتها العسكرية وتطوير منظومة دفاعها ضد الصواريخ [القصيرة المدى]. كما أن تهدئة الجبهة الجنوبية ستسهل على إسرائيل تركيز اهتمامها الأمني على مواجهة محتملة مع إيران في العام المقبل.

 

•يبقى تحقيق هذا السيناريو رهناً بقدرة "حماس" على أن تفرض وقف إطلاق النار على الفصائل والجماعات والعصابات جميعها في غزة، كما يفعل حزب الله الذي يضمن الهدوء في لبنان ويمنع الفصائل الفلسطينية وغيرها من العمل الحر ضد إسرائيل. وهنا يكمن المحك لمسؤولية "حماس".