أميركا سرقت منا "العدو الاستراتيجي" الإيراني
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•الغضب من تقرير الاستخبارات الأميركية بشأن إيران هو غضب مفهوم، لأن التهديد الإيراني ما زال موجوداً، إذ إنه حتى لو لم يكن هذا التهديد نووياً، فإن إيران تملك بالتأكيد مخزوناً من الصواريخ الباليستية التي تهدد إسرائيل والمنطقة كافة، ويسيطر عليه نظام يُعتبر عدواً للغرب عامة، ويتطلع إلى محو إسرائيل من الوجود خاصة، كما أنه يقدم الدعم لحزب الله وحماس.

•صحيح أن إيران تمارس سياسة تضليلية، إلا إنها لا تمارس سياسة جنونية، فهي تعمل بموجب منطق سياسي ضاع منذ سنة 1979 في خضم خطاب بلاغي دولي عمل على تضخيم اعتبار إيران العدو العالمي المناوب.

•إن حجم الضربة التي لحقت بإسرائيل جراء هذا التقرير كامن في نجاحه بانتزاع ذخر استراتيجي مهم من يدها، إذ إن من شأنه أن يفقدها مكانة الدولة الإقليمية العظمى التي تحدد خريطة التهديدات الاستراتيجية العالمية.

•غير أن المشكلة الحقيقية لإسرائيل هي أن إيران خسرت أيضاً، بسبب التقرير، مكانتها كعامل تهديد استراتيجي، ومن هنا، فإن إسرائيل ستواجه صعوبة كبيرة في "تجيير" هذا التهديد لمصلحة سياستها الإقليمية. فعلى سبيل المثال لن يبقى هناك مبرر لأن تطالب إسرائيل سورية بقطع علاقاتها بإيران كشرط لإجراء مفاوضات معها.

 

•إن عدم الإقرار بوجود تهديد نووي إيراني سيؤدي إلى انهيار جبهتين: الأولى هي الجبهة العربية ضد الدولة الإيرانية الشيعية، التي ساهم وجود التهديد في إيجاد تقارب بين إسرائيل وبعض الدول العربية، والثانية هي الجبهة الإسرائيلية ضد حزب الله وحماس وسورية. لقد اعتُبرت إيران، في هاتين الجبهتين، محوراً موحداً، أو عدواً أقيمت ضده تحالفات لخدمة مصالح مشتركة.