الاختبار الأول لروح أنابوليس
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•يصعب التفكير في مكان أكثر ملاءمة من هار حوماه [جبل أبو غنيم] لإجراء أول اختبار لروحية أنابوليس. فقد شهدت هذه المنطقة نفسها أزمة مماثلة [نتيجة محاولة بناء حي استيطاني] في شباط/ فبراير 1997، بعد فترة قصيرة من محاولة أميركية لإحياء عملية السلام [تمخض عنها توقيع اتفاق الخليل]. ففي ذلك الوقت، قررت حكومة بنيامين نتنياهو بناء 6500 وحدة سكنية في الحدود الجنوبية للقدس الشرقية، يقع ثلثها في أراض خاصة بالفلسطينيين. وقد رأوا في السلطة الفلسطينية (وكذلك معسكر السلام الإسرائيلي) أن هذه الخطة هي فصل آخر من مؤامرة عزل عاصمة الدولة الفلسطينية عن منطقة الضفة الغربية.

•كان إيهود أولمرت في ذلك الوقت رئيساً لبلدية القدس، وقد أيد المستوطنين وناشطي اليمين. كما إنه قبل ذلك دفع بنتنياهو إلى خوض مغامرة حفر نفق البراق التي أسفرت عن مقتل 16 جندياً إسرائيلياً وعشرات الفلسطينيين. وانتهت أزمة هار حوماه الأولى بتدخل الولايات المتحدة التي طلبت تأجيل البناء.

•غير أن نتنياهو لاحظ، من خلال تلك الأزمة، أن الأسرة الدولية ضعيفة، ولذا واصل دعم المستوطنين. وتثير ردة فعل الناطقين بلسان حكومة إيهود أولمرت بشأن أزمة هار حوماه الثانية الخشية من أنه لم يتغير شيء لدى الطرف الإسرائيلي منذ الأزمة الأولى. إذ يزعم هؤلاء الناطقون أن "الحي المذكور موجود ضمن منطقة نفوذ بلدية القدس، التي يسري عليها القانون الإسرائيلي، ولذا فلا مانع من البناء فيها، مثلما أنه لا مانع من البناء في أي مكان في إسرائيل". لقد نسي هؤلاء الناطقون أن رئيس الحكومة وافق على أن يكون كل شيء، بما في ذلك موضوع القدس، مفتوحاً أمام المفاوضات.

 

•السؤال المطروح الآن هو: ماذا سيفعل "العالم"، أي جميع عرابي أنابوليس، إذا ما أصر أولمرت على الاختباء وراء "أوضاع الائتلاف القاهرة"، وصادق على خطة البناء الجديدة؟