الوسائل التي يجب استخدامها من أجل لجم موجة الإرهاب في القدس الشرقية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•مما لا شك فيه أن مجزرة كنيس القدس جرى التخطيط لها بصورة مسبقة وبدقة. واختار المخربان بصورة مقصودة هدفاً يحمل صفة دينية واضحة. كما اختارا التوقيت كي يكون للهجوم تأثيره القاتل، أي صلاة الصباح حيث يكون المبنى مليئاً بالناس. ولم يكن اختيار السلاح صدفة، فقد كان في إمكانهما القتل بواسطة المسدس الذي كان في حوزتهما، لكنهما حملا معهما سواطير وسكاكين حادة من أجل إظهار المكون الطقسي الإسلامي، كما يبدو محاكاةً  لأعمال القتل التي يقوم بها عناصر داعش في سورية والعراق.

•ما حدث هنا هجوم ذو دوافع دينية – إسلامية وهو نتيجة التحريض الذي يحدث على مستويين: تحريض إقليمي بتشجيع من أشرطة [قطع الرؤوس] التي تعرضها داعش والتنظيمات المنضوية تحتها، وتحريض فلسطيني وعربي محوره الادعاءات بأن إسرائيل تحاول المس بالمسجد الأقصى والسيطرة على الموقع بأكمله.

•يشارك في المستوى الثاني من التحريض أبو مازن، وملك الأردن والشيخ رائد صلاح زعيم الجناح الشمالي في الحركة الإسلامية في إسرائيل، كما تلعب "حماس" دوراً مهماً في التحريض. ففي الوقت الحالي تمر الحركة في ضائقة صعبة من جراء عدم سماح المصريين بإعادة الإعمار بالوتيرة التي تريدها، بعد الأضرار التي تسببت بها عملية "الجرف الصامد" في غزة. ولذا يجب هنا أن نتفحّص جيداً احتمال تورط "حماس" المباشر في التخطيط للهجوم أو الإعداد له أو اختيار التوقيت.

•تزعم "حماس" أن الهجوم انتقام لمقتل سائق الحافلة العربي في القدس. وعلى الرغم من أن تشريح الجثة الذي جرى بمشاركة طبيب فلسطيني أثبت أن الحادثة انتحار، فإن وسائل الإعلام في السلطة الفلسطينية وشبكات التواصل الاجتماعي واصلت القول بأن الأمر جريمة ارتكبها يهود، ولم يحاول أبو مازن تبديد هذا الانطباع.

•انطلاقاً من هذا كله، يبدو أن ما حدث في القدس مجزرة حصلت مسبقاً على شرعية دينية من جانب أطراف إسلامية فلسطينية. لكن على الرغم من ذلك، فمن المستحيل إحباط هذا الهجوم بصورة مسبقة لعدم تورط أي تنظيم إرهابي مباشرة فيه. ومثل هذه الهجمات من الصعب جداً إحباطها مسبقاً أو التحذير من حدوثها. من الصعب جداً ردع شخص يريد أن يتحول إلى شهيد. ومنفذوها كانوا يعلمون مسبقاً لدى تخطيطهم للهجوم، بأنهم لن يخرجوا أحياء، لذا يجب استخدام جميع وسائل المنع والكبح المتوفرة لدى الأجهزة الأمنية، وقد جرى استخدامها فعلاً، ولكن ما إن بدأ شيء من الهدوء يبرز على الأرض، حتى بدأ التخفيف من تلك الوسائل. وما يجب أن نأخذه في الاعتبار أنه حتى عندما يسود الهدوء في جبل الهيكل [الحرم القدسي] فإن الهبة الشعبية، أو الانتفاضة، ما تزال هنا، تحت الأرض وهي تنتظر حادثة ما كي تستخدمها ذريعة لارتكاب مجزرة ضدنا.

•إن أهم الوسائل التي يجب القيام بها هي:

•إغراق شوارع القدس العربية (جبل المكبر وسلوان والعيسوية وأحياء أخرى) بالدوريات والحواجز.

•تعبئة قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود، والجيش عند الضرورة. والقيام بدوريات تفرض فيها وجودها، وتزويد هذه القوات ليس فقط بوسائل تفريق التظاهرات، بل أيضاً بتعليمات دقيقة تمنع استخدام السلاح والقتل من دون ضرورة. 

•اعتقال وقائي للمحرضين. يعرف الشاباك من هم الذين يحرضون ومن هم أئمة المساجد الذي يثيرون المشاعر، ومن شأن هذه الاعتقالات تهدئة الأجواء.

•وإلى جانب هذه الوسائل الهجومية، فإن الوسائل الدفاعية لا تقل أهمية وفي طليعتها تحصين المؤسسات العامة. وفي الواقع، فقد ثبت أن يقظة الجمهور مهمة، فالأعين المفتوحة واستدعاء قوات الأمن في الوقت الملائم أثبتا خلال الانتفاضة السابقة أنهما وسيلتان ناجعتان جداً. كما يتعين منع انزلاق الأحداث في القدس إلى مناطق أخرى داخل الخط الخضر ووسط العرب في إسرائيل وإلى يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. ومن المهم جداً منع العمليات الانتقامية من جانب اليهود.

•يعتبر هدم منازل المخربين وسيلة رادعة. لكن ثمة نقاش في هذا الصدد، فمن الواضح أن هدم بيوت في هذا الوقت سيؤدي إلى إلهاب المشاعر، لذا من الأفضل الامتناع عنه على الأقل في الفترة الحالية، ثم إنه يجب الأخذ بعين الاعتبار أن إسرائيل لا تهدم منازل مخربين يهود. وهذا يحوّل الردع إلى وسيلة عقابية غير عادلة وغير مبررة بالنسبة إلى عائلات المخربين، الأمر الذي سيساهم في تهييج الأجواء بدلاً من تهدئتها.

•المهم هو تغيير أسلوب التفكير. تختلف الانتفاضة الحالية التي نحن في ذروتها عن الانتفاضتين السابقتين، لكنها موجودة، ويجب أن نوفر الوسائل لمواجهة الخصائص الجديدة لهذه الانتفاضة، أي صعوبة الإحباط المسبق للهجمات وصعوبة الردع بسبب الدافع الديني والتحريض.

 

•إن وسائل كبح موجة الإرهاب الحالية يجب أن تكون مزيجاً من العمليات الهجومية، والطلب الصارم من أطراف فلسطينية وعربية وقف التحريض، وعمليات دفاعية متواصلة تشمل وضع كتل إسمنتية للحماية.

 

 

المزيد ضمن العدد 2015