من الضروري منع الحرب الدينية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•إن جريمة الأمس المروعة جزء من الجهد المستمر الرامي إلى تحويل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني على تقاسم هذا البلد، وهو نزاع قابل للحلّ حتى لو لم يكن من السهل التوصل إليه، إلى نزاع ديني. والأطراف التي تريد استمرار المواجهات ودائرة الدماء إلى ما لا نهاية، يقولون لنا إن القضية لا تتعلق بعقارات يمكن تقسيمها، بل بأمر جوهري لا يمكن تقسيمه أو التنازل عنه، وهو لا يتعلق بهذا السلوك أو ذاك بل يتعلق بالعقيدة الدينية.

•لقد كان هدف القتلة بالأمس واضحاً ورمزياً. فهما لم يحاولا الهجوم على أول يهودي يلتقيان به في الطريق، وإنما بحثا عن كنيس وقت الصلاة وحاولا أن يقتلا أكبر عدد ممكن من المصلين، مدركين أن حظوظ خروجهما حيّين من الكنيس تشبه حظوظ باروخ غولدشتاين بعد الهجوم الذي قام به في مَعَراة همخبلاه [الحرم الإبراهيمي الشريف] قبل 20 عاماً [عندما هاجم مجموعة من المصلين الفلسطينيين وقتل 29 منهم].

•يتعيّن علينا ألا نسمح لهؤلاء الأشخاص بأن ينتصروا، يموتوا ويتركوننا نبحث عن الكلمات الملائمة كي نعبر عن المشاعر التي من الصعب التعبير عنها بالكلمات، وعن الجواب الملائم لما لا يمكن فهمه، وعن الانتقام الذي لا يقل إيلاماً والذي يشعل ويعمق أكثر فأكثر الشعور بأننا في مواجهة نزاع لا يمكن حله. في نظرهم نحن صليبيون وكل حادث من هذا النوع يقرب اختفاءنا، وفي نظرنا، هم مدبرو مذابح (pogromists)، [على غرار] مدبري المذابح الذين كانت الكنيسة تحرضهم على معاقبتنا بسبب عدائنا للمسيح.

•عندما تتحدث "حماس" عن وقف إطلاق النار، فإنها تسارع إلى التوضيح بأنه مجرد هدنة هدفها السماح لها بالاستعداد للجولة المقبلة. وبالنسبة إليها، فإن الصراع ديني ولا مجال للتوصل فيه إلى اتفاق، ويجب أن ينتهي بطردنا من هنا. في المقابل يرفض ممثلو منظمة التحرير الفلسطينية، المتدينون منهم والعلمانيون، التوجه نحو تحويل الصراع القومي معنا إلى صراع ديني. وهم معنيون بسبب مصالحهم بالتوصل إلى اتفاق معنا على الرغم من مطالبهم المتشددة التي تتطلب مفاوضات جدية وشاقة.

•يتعيّن علينا منع تحول الصراع إلى صراع ديني لأنه ليس كذلك. لم نأت إلى هنا كي نثبت أن إله اليهود هو الإله الحقيقي بعكس إله الديانات الأخرى. لقد جئنا إلى هنا لإنقاذ أنفسنا من الكراهية الفظيعة التي كانت منتشرة في أوروبا وفي أماكن أخرى، وليس لدينا مكان نعود إليه، ونحن نريد العيش هنا بأمان. إن الانتقام من شأنه تأجيج الحريق، ومهمتنا هي إنشاء ائتلاف سليم العقل مع الأطراف التي تعلن مراراً وتكراراً أنها تريد التوصل إلى حل تعيش فيه دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة إلى جانب إسرائيل.

 

•في هذه الأوقات الصعبة يتعيّن علينا التوقف عن تسمية من يريد التوجه إلى الأمم المتحدة [المقصود محمود عباس] "إرهابياً"، وأن نحاول إعادة الطمأنينة والحوار إلى هذا المكان الذي يعيش فيه شعبان جنباً إلى جنب، من أجل مواجهة الذين يريدون إعادتنا إلى العصور الوسطى وزمن السواطير. 

 

 

المزيد ضمن العدد 2015