•يبدو أن الإعلان الاحتفالي عن وجود شريك فلسطيني للحل الدائم مأخوذ من مشهد ساخر حالم. من الأفضل لنا أن نتعلم من الأخطاء التاريخية، لا من النجاحات التاريخية وحدها. لقد وقعت إسرائيل اتفاقيتي سلام لم يتم تطبيقهما: الاتفاق مع لبنان في عام 1983، واتفاق أوسلو (مع منظمة التحرير الفلسطينية).
•إن السبب في فشل الاتفاق الأول واضح، ويتعلق بانعدام أي صلاحية أو قدرة لدى السلطة اللبنانية على فرض الاتفاق على المعارضة.
•إن فشل اتفاق أوسلو نجم عن السبب نفسه تماماً. فقد فضلت منظمة التحرير الفلسطينية إتباع سياسة فرّق تسد داخل صفوف المجتمع الفلسطيني بدلاً من تطوير مؤسسات وطنية ومركز سياسي فاعل. إن الوصول إلى مركز سياسي فاعل عملية معقدة وطويلة المدى في مجتمع متشرذم مثل المجتمع الفلسطيني. وينبغي أن تشمل هذه العملية إصلاحاً سلطوياً واسع النطاق وانقلاباً في الوعي في كل ما يتعلق بصلاحية السلطة المركزية، ولا يقل أهمية عن ذلك بناء مؤسسات وطنية. وعلى إسرائيل أن تؤدي دوراً مهماً في هذه العملية باعتبارها الدولة الإقليمية المركزية.
•سبق لرئيس الحكومة إيهود أولمرت أن صرح أن إسرائيل تنوي تقديم "تنازلات مؤلمة" لمصلحة الفلسطينيين. يبدو أن التنازل الأشد إيلاماً هو الكف عن التغاضي عما يحصل داخل السلطة الفلسطينية والإقرار بأنه ربما يوجد شريك فلسطيني في محادثات عديمة القيمة وفي حفلات شرب أنخاب، لكن ليس فيما يتعلق باتفاق على حل دائم.