مباحثات أولمرت وعباس جدية إلا أن المشاكل الداخلية في ساحتيهما بدأت تظهر من الآن
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•تتشارك مصادر فلسطينية وإسرائيلية في التقويم القائل إن اللقاءات الدائمة بين رئيس الحكومة إيهود أولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس (أبو مازن)، التي ستستأنف غداً بعد عودة أبو مازن من الولايات المتحدة والبرتغال، كانت لقاءات مهمة وأساسية، وربما الأكثر أساسية التي جمعت الشخصين.

•بعض التفصيلات التي تسربت عن المحادثات أثارت مشكلات عدة، كما كان متوقع. إحدى هذه المشكلات ثارت لدى الفلسطينيين بعد جملة قالها أولمرت في جلسة لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست. فقد نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن رئيس الحكومة قوله: "أبو مازن وسلام فياض يرغبان في عقد سلام معنا، ويتبنيان حل الدولتين ويؤيدان كون إسرائيل دولة ذات طابع يهودي". وقد غيّرت وسائل الإعلام الفلسطينية هذه الجملة قليلاً لتصبح على النحو التالي: "عباس وفياض يعترفان بإسرائيل كدولة قومية يهودية".

•في الظاهر ينبغي ألا تثير جملة كهذه أي حساسية. ففي جميع استطلاعات الرأي التي أجريت في الضفة وغزة على مدار الأعوام الفائتة كانت هناك غالبية واضحة ومستقرة مستعدة لحل الدولتين. لكن يتضح أن الأمور ليست بهذه البساطة، فقد أثارت جملة أولمرت شكاوى وردّة فعل غاضبة لدى الناطقين باسم حماس وغيرهم أيضاً. وبحسب خالد عمايرة، أحد الناشطين البارزين في حماس، فإن الضرر المترتب على ذلك سيلحق بأكثر من مليون عربي فلسطيني هم مواطنون في دولة إسرائيل. أمّا الضرر الثاني فسيلحق بملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين سيفقدون حق العودة إلى بيوتهم وأملاكهم.

 

•يعرف الجميع أن حق العودة هو الخط الأحمر الحقيقي بالنسبة لإسرائيل. بعد مداولات لا حصر لها بشأن حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين واقتراحـات حلهـا طرحت صيغـة تقضـي بتقسـيم مصطلـح "حـق العـودة" إلى مصطلحين همـا "حـق" و "عودة". الحق قائم لكن العودة إلى داخل دولة إسرائيل مستحيلة. تنطوي هذه الصيغة على محاولة حقيقية لمواجهة المشكلة التي تمسّ أكثر المشاعر حساسية لدى الجمهور الفلسطيني.