•غالبية الجمهور مشغولة الآن بمشكلة صواريخ القسّام وبالسؤالين التاليين: هل ستشن عملية عسكرية واسعة على قطاع غزة أم لا، وهل كان الانسحاب من غزة صائباً أصلاً؟ من المشروع الانشغال بهذين السؤالين في المدى القريب أو المتوسط، أمّا بالنسبة للمدى البعيد فينبغي أن ننهمك بالسؤال التالي: كيف نخرج غزة من داخلنا؟
•تعاني علاقاتنا بغزة وستعاني في المستقبل أيضاً (إلى أن يتم التوصل إلى حل سياسي) عارض "الجار البائس". غزة ليست مشكلة أمنية. إنها أساساً مشكلة ديمغرافية. التكاثر الطبيعي فيها هو الأعلى في العالم. بعد نحو عشرة أعوام سيصبح عدد السكان في غزة 3 ملايين نسمة، من دون أراضٍ احتياطية ومن دون زراعة متطورة أو صناعة وتكنولوجيا، ومن غير تعليم عال أو أمن. إن الأمر الوحيد الذي سيزداد في غزة في المدى البعيد هو الإحباط، علاوة على عدد السكان.
•الحل الحقيقي لغزة هو حل سياسي تسهم فيه مصر وإسرائيل، أو ربما إسرائيل وحدها، ويقوم على إعطاء قسم من النقب إلى السلطة الفلسطينية لتوسيع غزة لقاء المناطق التي يسكن فيها إسرائيليون في الضفة الغربية.
•إن مشكلة الأمن الحالية تتطلب حلاً في المدى المباشر أو المتوسط، لكن يجدر أن تنطوي الخطوات المتخذة على ما يشير إلى حل المشكلة الجوهرية في المدى البعيد، وعندها سنفلح في أن نخرج غزة من داخلنا.