إسرائيل تتهم حكومةأبو مازن بالاستهتار بحياة أولمرت والسلطة تنفي الإفراج عن معتقلين
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

في الوقت الذي بدا فيه أن العلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية تسير في خط إيجابي، ربما لأول مرة منذ سنوات، خيمت عليها مجدداً ظلال قاتمة بسبب قضية محاولة الهجوم على موكب رئيس الحكومة أثناء زيارته مدينة أريحا. وقد "انفجرت" هذه القضية اليوم، بعد أن بقيت طي الكتمان منذ حدوث الزيارة. فقد أعلن رئيس جهاز الأمن العام يوفال ديسكين أمام جلسة الحكومة أن إسرائيل نقلت إلى السلطة الفلسطينية معلومات عن نية شبان فلسطينيين ينتمون إلى حركة فتح مهاجمة موكب أولمرت، وفي ضوء تلك المعلومات قامت السلطة وإسرائيل باعتقال عدد من الأشخاص، إلا أن المعتقلين الفلسطينيين الثلاثة لدى السلطة أطلق سراحهم. ويسود القدس غضب بسبب الإفراج عنهم.

وقال رئيس الحكومة إيهود أولمرت قبيل سفره في زيارة لأوروبا: "إن التصرف الفلسطيني في هذه الحالة يثير لدي عدم ارتياح شديد. لن نتغاضى عن هذا الأمر. إن طريقة التصرف غير المناسبة تجاه المشبوهين بمحاولة الاغتيال هي نمط سلوك يجب أن يتغير". مع ذلك أوضح أولمرت أنه مصمم على مواصلة جهود دفع المفاوضات مع الفلسطينيين قدماً، وأن لا نية لديه في إلغاء مشاركته في مؤتمر أنابوليس.

وكان من المخطط له تنفيذ مؤامرة اغتيال أولمرت في 6 حزيران / يونيو، الموعد الذي كان من المفترض أن يعقد فيه اللقاء بين أولمرت ومحمود عباس في مناطق السلطة الفلسطينية. وبلغ عدد أفراد المجموعة خمسة أشخاص، اعتقلت السلطة الفلسطينية ثلاثة منهم بينما اعتقل الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام الاثنين الآخرين. 

وتدعي إسرائيل أن السلطة الفلسطينية أفرجت عن المعتقلين لديها منذ 26 أيلول/ سبتمبر، وهم على حد قول مصدر أمني رسمي إسرائيلي أعضاء في أجهزة الأمن الفلسطينية. لقد عقد اللقاء بين أولمرت وعباس في 6 آب/ أغسطس. والآن فقط، بعد شهر تقريباً من الإفراج عنهم، نشر جهاز الأمن العام النبأ. 

وفي ضوء نشر النبأ ساد المؤسسة السياسية حالة من الغضب. وأتى توقيت نشره بين زيارتي رئيس الحكومة لموسكو وفرنسا، وعلى أعتاب مؤتمر أنابوليس. وقالت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني في جلسة الحكومة: "إننا ننظر إلى محاولة الاغتيال والإفراج عن المسؤولين عنها ببالغ الخطورة. وقد أوضحنا ذلك لـ [وزيرة الخارجية الأميركية] رايس وأيضاً للفلسطينيين".

وأدى إعلان رئيس جهاز الأمن العام عن إحباط محاولة لاغتيال رئيس الحكومة إلى حالة ارتباك في السلطة الفلسطينية، وصدرت بيانات متناقضة عن جهات فلسطينية مختلفة تؤكد النبأ أو تنفيه. وفي حين أكد رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض أن السلطة الفلسطينية اعتقلت مشتبهاً بهم في مؤامرة اغتيال أولمرت، اتهم الناطق بلسان اللجنة المركزية لحركة فتح أحمد عبد الرحمن إسرائيل بفبركة النبأ، وقال: "هذه قصة مختلقة الغاية منها الإضرار بالجهود التي تبذلها حركة فتح والرئيس عباس للتوصل إلى سلام عادل بين الإسرائيليين والفلسطينيين... ويكمن خلف هذه الفبركة مصالح سياسية إسرائيلية مكشوفة". 

وقد أعربت القدس عن غضبها الشديد بسبب الإفراج عن المشتبه بهم، ولكن طُرحت مساء اليوم أسئلة كثيرة باتجاه آخر: لماذا نشر النبأ اليوم تحديداً، بعد اكتشاف المحاولة والاعتقالات بأسابيع؟ (يديعوت أحرونوت، 22/10/2007). وقال عضو الكنيست دوف حنين (حداش) لـ "يديعوت أحرونوت": "إنني أشكك في نوايا حكومة أولمرت في ما يتعلق بالمضي نحو عملية سياسية حقيقية، وأخشى أنهم بدأوا البحث عن عذر لتبرير نواياهم هذه".

 

وقال عضو الكنيست أرييه إلداد (الاتحاد القومي ـ المفدال): "لو كنت أعتقد أن أولمرت لا يريد الذهاب إلى أنابوليس لقلت إنه بادر إلى نشر النبأ من أجل تعزيز موقف أولئك الذين يقولون إنه لا يوجد من نتحدث معه... من المحتمل أن تكون المسألة مناورة ما متعلقة بالمفاوضات من أجل تليين مواقف أبو مازن".