بعد إعلان غزة "كياناً معادياً.. غزة على موعد مع عقوبات قاسية وعملية عسكرية بعد إنتهاء مؤتمر أنابوليس
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•مرّ نحو ثلاثة أسابيع على قرار المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية الذي يعتبر غزة "كياناً معادياً". وقد قيل في حينه إن غاية هذا القرار تمكين إسرائيل من فرض عقوبات اقتصادية شديدة على غزة بسبب استمرار إطلاق صواريخ القسّام. لكن هذه الفكرة بقيت حبراً على ورق.

•سيل القذائف والصواريخ الذي سقط أمس على النقب الغربي، والذي رافقه سقوط غير مألوف لصاروخ من طراز "غراد" بالقرب من بلدة نتيفوت، مرّ من دون أي ردة فعل عملية من إسرائيل. ويصعب الافتراض أن سبب ذلك هو أن المجلس الوزاري المصغر لم يتوقع إطلاق غراد بالإضافة إلى صواريخ القسّام.

•اعترف ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي أمس بأنه لم يتم، حتى الآن، إشراكهم في بلورة الجهاز الذي من شأنه أن يقرر كيف ومتى تطبق العقوبات الشديدة. وفي تقدير هؤلاء الضباط فإن أولمرت وباراك لا يعرفان بعد ما هي العقوبات التي ينويان تطبيقها وفي أي ظروف.

•أحد التفسيرات الممكنة لذلك كله هو أن الجيش الإسرائيلي ما زال يخطط للقيام بردة فعل مفاجئة. وتطمح إسرائيل إلى تجنب عملية عسكرية واسعة إلى حين انعقاد المؤتمر الإقليمي في آنابوليس في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل. السؤال المفتوح هو: هل هناك مصلحة لحماس في توسيع نطاق إطلاق الصواريخ كلما اقترب موعد انعقاد المؤتمر، كي توضح أن من غير الممكن التوصل إلى أي صفقة إسرائيلية ـ فلسطينية من دونها.

•يعتمد إطلاق الصواريخ على وصول كميات متزايدة من المواد المتفجرة المهربة عن طريق محور فيلادلفي في رفح. منذ سيطرة حماس على القطاع بصورة نهائية في حزيران/ يونيو الماضي زاد نطاق عمليات التهريب من مصر أضعافاً. ويجري تهريب صواريخ كاتيوشا، وإن على نطاق محدود، إلى جانب المواد المتفجرة.

 

•تفضل حركة حماس أن تعزز قدرتها الذاتية على إنتاج صواريخ أبعد مدى وعدم الاعتماد على ما يأتي من الخارج. وهذا تحدٍ سيمثل إمام إسرائيل بعد المؤتمر في تشرين الثاني/ نوفمبر. ويبدو في هذه المرحلة أنه حتى لو نجح المؤتمر في تحقيق تقدّم معين مع حكومة فتح في الضفة الغربية فإنه لن يمنع مواجهة لاحقة بين "حماس" والجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.

 

 

المزيد ضمن العدد 305