خريطة طريق لإحباط أنابوليس
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•انتهى مؤتمر أنابوليس حتى قبل أن يبدأ. وقد جرت مناقشاته المثيرة واتخذت قراراته الصاخبة في الكنيست الإسرائيلي، لا في المدينة الأميركية.

•في البداية أُبلغنا بأنه جرت المصادقة على تعديل القانون الأساسي للقدس، وبموجب التعديل فإن أي تغيير في مكانة القدس يتطلب تأييد 80 عضو كنيست. بعد ذلك طالب عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان برهن عقد مؤتمر أنابوليس باعتراف الفلسطينيين أن إسرائيل هي دولة يهودية.

•فقط بعد هذا كله جاء الوعد المثير لرئيس الحكومة، إيهود أولمرت، بتفكيك البؤر الاستيطانية غير القانونية وتجميد البناء في المستوطنات. لكن يبقى السؤال: أي بؤر استيطانية يقصد أولمرت؟ هل يقصد تلك البؤر التي حظيت بمكانة قانونية أم تلك التي هي في طريقها لتصبح قانونية؟ وأي بناء ينوي تجميده؟ هل هو البناء الذي بدأ وأوشك أن ينتهي ؟ أم البناء في مستوطنات أصبح من المتفق عليه أن تبقى في حوزة إسرائيل بعد انسحابها أيضاً؟ وعموماً هل تجميد البناء سيتم بعد أن ينفذ الفلسطينيون البند المتعلق بالقضاء على الإرهاب في خريطة الطريق، أم قبل ذلك، أم في موازاته؟ وماذا يعني القضاء على الإرهاب؟ هل يعني تفكيك حماس؟

•في وسع ليبرمان، في مثل هذه الظروف، أن ينام بهدوء، إذ أن خريطة الطريق تشمل جميع العقبات المطلوبة لإحباط أي تسوية. وإذا لم يكن ذلك كله كافياً لإجمال حصيلة مؤتمر أنابوليس منذ الآن، فإن الجيش الإسرائيلي تعهد بأن يقوم بعملية عسكرية واسعة النطاق في غزة، أي بشن حرب حقيقية. كيف سيكون في إمكان الرئيس محمود عباس أن يسافر إلى المؤتمر في الولايات المتحدة وهو يدرك، منذ الآن، أن عليه أن يصوغ بيان شجب شديد اللهجة ضد إسرائيل جرّاء الحرب التي ستشنها على غزة؟

 

•هناك إنجاز واحد فقط حققه مؤتمر أنابوليس هو أنه أصبح في إمكان أولمرت القول، أخيراً، إن هناك شريكاً فلسطينياً، لكن للأسف لا يوجد هناك شريك إسرائيلي.