•في مثل هذا اليوم قبل ثلاثين عاماً، أي في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 1977، قام الرئيس المصري أنور السادات بزيارته التاريخية إلى القدس. وتعتبر هذه الزيارة والمفاوضات التي ترتبت عليها من الأحداث الأكثر أهمية في تاريخ إسرائيل.
•لقد علّم السادات إسرائيل حقيقتين مؤلمتين، لعل الأهم بينهما هي أنها تفهم لغة القوة فقط، وذلك خلافاً لما اعتقدته بشأن نفسها. وأثبت الفلسطينيون هذه الحقيقة فيما بعد، إذ أنهم لو لم يعلنوا الانتفاضة [الأولى، في كانون الأول/ ديسمبر 1987] لما وقّعت إسرائيل معهم على اتفاقات أوسلو. وأثبتها حزب الله، الذي حظي بانسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان بعد أن خاض صراعاً مريراً ضده.
•منذ عملية "قادش" [حرب سيناء في عام 1956]، التي شارك فيها الجيش الإسرائيلي إلى جانب جيشي فرنسا وبريطانيا، لم تحقق إسرائيل أي انتصار سياسي خالص بفضل قوتها العسكرية، وانتصاراتها السياسية القليلة، وعلى رأسها السلام مع مصر، فرضت عليها فرضاً. ينبغي أن نتذكر هذه الحقيقة المؤلمة ونحن نلوّح الآن بعصا الحرب ضد إيران وخصوصاً ضد سورية.
•هناك شبه كبير بين ما حدث مع السادات في عام 1977 وبين ما يحدث الآن في عام 2007 مع بشار الأسد. فقد عرض السادات السلام ورفضناه باحتقار، تماماً كما نرفض عرض الأسد في الوقت الحالي. ومثلما أن السادات رغب في السلام آنذاك، فإن الأسد يرغب فيه الآن ويحذر من أنه في حالة عدم إعادة الأرض السليبة بالمفاوضات فلا مفرّ من استعمال القوة.
•إن الدول العربية كافة ترغب في السلام مع إسرائيل. وقد فعل قسم منها ذلك، وهناك دول أخرى تحتاج إلى تشجيع قبل أن تقدم على ذلك، ويقيم قسم ثالث علاقات مع إسرائيل في السر. ما الذي تغير لدينا خلال الأعوام الثلاثين التي انقضت منذ زيارة السادات إلى القدس؟ يبدو أنه لم تتغير أمور كثيرة.