ذكرت مصادر سياسية ملمة بالاستعدادات الجارية للقاء أنابوليس أن الأميركيين، في ظل ضعف احتمالات توصل الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إلى الاتفاق على البيان المشترك، يخططون لأن يجعلوا من الخطاب الذي سيلقيه الرئيس جورج بوش أمام المؤتمر بديلاً يؤدي الدور الذي كان من المفترض أن يؤديه البيان. فعوضاً عن أن يتنازع الطرفان ويتشاجرا، وأن يجازف أولمرت بانفراط عقد الائتلاف الحكومي أو عباس بمستقبله الشخصي، يأتي الرئيس بوش ويقدم رؤيته المعدلة ومخططاً لاتفاق تاريخي بين إسرائيل والفلسطينيين، وبذلك يتيح لأولمرت وعباس العودة من المؤتمر راضيين وسالمين.
وبحسب هذه الفكرة، يصاغ ما سيرد في خطاب بوش في رسائل ترسل إلى مختلف الزعماء، وتكون الرؤية المعبّر عنها فيها صيغة مبلورة لرؤيته الأصلية، لا تخرج عن التعهد الذي قدمه بوش لإسرائيل في الرسائل التي بعثها إلى أريئيل شارون في نيسان/ أبريل 2004، والتي اشتملت على معارضة إعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى مجال دولة إسرائيل واعترافاً "بالواقع الديموغرافي" الذي فسرته إسرائيل على أنه اعتراف بالكتل الاستيطانية. وإلى جانب ذلك يكون الخطاب أكثر حسماً وتفصيلاً في ما يتعلق بالدولة الفلسطينية العتيدة، والترتيبات الأمنية، ومشكلة اللاجئين، والحدود، والقدس. ويكون بوش، في الواقع، هو من يتناول القضايا الجوهرية نيابة عن الطرفين، اللذين لا يقويان على القيام بذلك الآن.