•هناك بضعة أسباب لعدم نجاح العملية السياسية في مواجهة مشروع تسلح إيران النووي. ويكمن أحد الأسباب الرئيسية منها في انعدام الفهم الأميركي لما ينبغي القيام به، أو انعدام الاستعداد للقيام به.
•إن العملية السياسية الناجحة تلزم جميع الدول المهمة أن تكون مستعدة لفرض عقوبات حقيقية على إيران بصورة تؤدي إلى عزلتها اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً. والدولة الأهم في هذا السياق هي روسيا. غير أنّ روسيا غير مستعدة للتعاون في هذا المجال، ولذا لم يتم تشكيل تحالف دولي ضد إيران. وترى الصين، من ناحيتها، أن روسيا غير مستعدة للتعاون فتحذو حذوها. وعندما تفهم ألمانيا أن الصين غير مستعدة للتعاون فإنها تتحفظ عن قطع علاقاتها الاقتصادية مع إيران.
•السؤال هو: لماذا لا تبدي روسيا استعداداً للتماشي مع سياسة الولايات المتحدة؟ هل لأن [الرئيس الروسي فلاديمير] بوتين معني بأن يكون لدى إيران سلاح نووي؟ الجواب عن ذلك هو بالسلب، إذ أن المصلحة الروسية تقتضي بألا تحوز إيران أي سلاح نووي. القضية إذن هي أن هذا الموضوع غير مدرج في موقع متقدم من سلم الأولويات الروسي.
•إذا كانت المصلحة الأميركية العليا تشدد على منع إيران من حيازة سلاح نووي فينبغي أن تكون واشنطن على استعداد لدفع ثمن ذلك. ويجب أن يكون الدفع بالتنازل عن القضايا التي تثير غضب الروس، وفي طليعتها التدخل في الشؤون الروسية الداخلية والقيام بنشاط في دول الاتحاد السوفييتي السابق، علاوة على تمكين روسيا من استعادة مكانتها كدولة عظمى.
•ما الذي يهم إسرائيل في هذا الشأن؟ إن ما ينبغي أن يهم إسرائيل هو إقناع الإدارة الأميركية بإتباع سياسة حكيمة، لا سياسة عادلة. وهذا الموضوع مهم للغاية، إلى درجة أنه ينبغي ألا يردعنا عن إسداء النصح إلى دولة عظمى مثل الولايات المتحدة.