نطالب الفلسطينيين بالتغيير ونتمسك بجمودنا
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•يقود رئيس الحكومة إيهود أولمرت الدولة إلى اللقاء الدولي في أنابوليس انطلاقاً من فرضية تقول أن لا خيار آخر أمامها. ومثلما أن اختطاف جنديين إسرائيليين في 12 تموز/ يوليو 2006 أوجد، في نظر رئيس الحكومة وزملائه، وضعاً قاهراً اضطرهم إلى الضغط على الزناد، فإن الأوضاع الأمنية والسياسية الراهنة أفضت بهم إلى مسار لا يمكن التراجع عنه يؤدي إلى أنابوليس. وثمة احتمال عال بأن تكون نتيجة أنابوليس مماثلة لنتيجة حرب لبنان الثانية، أي الشعور بالإحباط الشديد.

•إن مؤتمر أنابوليس مخصص للتنفيس عن ضغوط آنية، وليس من المحتمل أن يحقق نتائج بعيدة المدى، وهو يأتي أساساً للتجاوب مع حاجات سياسية لبعض اللاعبين الذين سيكون لهم فيه قسط. مع ذلك هناك فارق بين هذا المؤتمر وحرب لبنان هو أن النتيجة في أنابوليس معروفة مسبقاً، ولذا فمن غير المتوقع أن يثير المؤتمر، على ما يبدو، خيبة أمل كبيرة.

•إن التوقعات المتشائمة، التي أدلى بها وزير الدفاع وشعبة الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام إلى وسائل الإعلام خلال الأيام القليلة الفائتة عن النهاية المتوقعة لمؤتمر أنابوليس، تهدف إلى أن توفر لهؤلاء العذر لمواجهة أي ادعاءات في اليوم التالي للمؤتمر.

•تدأب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على إحاطة الجمهور العريض علماً بأن الفلسطينيين، حتى في ظل قيادة محمود عباس وسلام فياض، لم يتزحزحوا عن المواقف المتصلبة التي عرضها ياسر عرفات. المشكلة هي أن هذا التقويم، حتى لو كان صحيحاً، يعكس الموقف النفسي والأيديولوجي لأصحابه في الطرف الإسرائيلي. وهو يثبت أن أي تغيير لم يحدث لدى القيادة الإسرائيلية في مقاربتها الفلسطينيين، وفي استعدادها للتوصل إلى تسوية شاملة معهم.

•إن ما يسيطر على المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بقيادة إيهود باراك، حتى في ظل قيادة أولمرت الذي يتكلم على السلام بأسلوب غير مسبوق، هو المفهوم المتصلب الذي لا يعوّل شيئاً على استعداد الفلسطينيين وقدرتهم على تليين مواقفهم.

•علاوة على ذلك فرض الشريكان الائتلافيان لرئيس الحكومة، "شاس" و "إسرائيل بيتنا"، على أولمرت أن يعارض أي ذكر للقضايا الجوهرية في جدول الأعمال أو في البيان الختامي لمؤتمر أنابوليس، كما لو أنهما يقولان له: اذهب إلى أنابوليس للكلام على الأحوال الجوية.

 

•قبل أن تطالب القيادة الإسرائيلية الفلسطينيين بتغيير مواقفهم عليها أن تنفذ انقلاباً نفسياً وأيديولوجياً. إن التعامي عن الحاجة إلى التغيير الفوري في الوقت الذي تستعد فيه الحكومة الإسرائيلية للتفاوض على السلام مماثل للتغاضي عن القدرة الضعيفة للجيش الإسرائيلي عشية حرب لبنان الثانية.