الصراع النووي والحرب على زعامات المنطقة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•عندما تُسأل إسرائيل لماذا لا يجوز أن تتزود إيران بوسائل قتالية موجودة في دول مجاورة لها مثل الباكستان والهند، فإن جوابها المعهود هو أن إيران هي الدولة الوحيدة التي يعلن رئيسها محمود أحمدي نجاد، بصورة علنية، أنه يرغب في القضاء على دولة إسرائيل.

•إن هذه الحجة سلاح ذو حدين، وخطيرة للغاية، ولا سيما عندما تلجأ إليها دولة مثل إسرائيل التي بات الكلام على أنها تمتلك سلاحاً نووياً، بحسب المصادر الأجنبية طبعاً، من الأسرار المفضوحة، وسبق أن هدّد أحد كبار وزرائها والمسؤول عن ملف التهديدات الاستراتيجية [المقصود أفيغدور ليبرمان] بتدمير سد أسوان.

•كيف ستكون السياسة الإسرائيلية (والأميركية) إزاء المشروع النووي الإيراني إذا أخلى أحمدي نجاد مكانه في الانتخابات القريبة المقبلة لرئيس أكثر تعقلاً يعلن أن إيران تعترف بحق إسرائيل في الوجود في إطار حدود 4 حزيران/ يونيو 1967؟ هل تصبح إيران عند ذلك، وعلى حين غرّة، دولة إسلامية "معتدلة"، لنقل مثل باكستان، ولها الحق في أن تطور سلاحاً نووياً؟

•بحسب ما نشر في وسائل الإعلام الأجنبية فقد قصفت إسرائيل مؤخراً مفاعلاً نووياً سورياً وهو في مهده. وقالت بعض التقارير الصحافية إن الولايات المتحدة وافقت على مهاجمة المنشأة السورية، وبذلك شجعت إسرائيل على التعرض لسيادة دمشق. تعتبر سورية في عداد دول "محور الشر"، لكن السؤال هو: كيف ستكون السياسة الإسرائيلية والأميركية إزاء المشروع النووي السوري إذا أعلن بشار الأسد استعداده لرفع يده عن لبنان وإغلاق حدوده مع العراق؟

•أدت زيارة واحدة إلى القدس قبل ثلاثين عاماً إلى تحوّل الرئيس المصري أنور السادات من العدو رقم واحد إلى بطل السلام. ويعتبر الرئيس المصري الحالي حسني مبارك زعيماً مناصراً للسلام وصديقاً للغرب، وتحظى مصر ببطاقة دخول إلى النادي النووي. لكن ما الذي سيحصل إذا ما فعل الإخوان المسلمون المصريون بوريث مبارك ما فعلته حركة حماس بمحمود عباس في غزة، في وقت يكون فيه المفاعل النووي المصري قائماً في قلب مصر؟ هل سنرسل طائراتنا إلى هناك كي ندمره؟

•قبل بضعة أشهر قال لي الملك الأردني عبد الله إن معظم دول المنطقة ستبدأ العمل على تطوير طاقة نووية في غضون فترة قصيرة. وليس السؤال الآن هو: هل سيصبح الشرق الأوسط كله منطقة نووية، بل متى سيصبح كذلك؟ 

 

•بناء على ذلك فإن الصراع ضد المشروعين النوويين الإيراني والسوري، وربما ضد المشروعين النوويين المصري والأردني في المستقبل، يهدف إلى صرف الأنظار عن المشكلة الحقيقية في الشرق الأوسط، وهي معركة بين التيار الديني المتعصب والتيار البراغماتي المعتدل للسيطرة على المنطقة. ويعتبر مؤتمر أنابوليس فرصة ذهبية لتعديل مبادرة السلام العربية، واتخاذ قرار، عند انتهاء النزاع، بإعلان الشرق الأوسط كله، من دون أي استثناءات، منطقة منزوعة من السلاح النووي.