الثلاثي غير المقدس
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•هناك ثلاث حكومات في إسرائيل، تجتمع معاً كل يوم أحد حول مائدة واحدة في القدس، فتُجري مناقشات وتتخذ قرارات وتصدر تصريحات إلى وسائل الإعلام، وفي إثر ذلك تذهب كل حكومة في طريقها: طريق إيهود أولمرت وطريق إيهود باراك وطريق تسيبي ليفني.

•إن ظاهرة وجود حكومات لها بضعة رؤوس هي ظاهرة متكررة في تاريخ إسرائيل، وقد نشبت أزمات بسبب ذلك، غير أن الفارق بين ما كان وبين ما يحدث الآن هو أن الجميع أصبح مسلّماً بهذه الظاهرة.

•عندما بدأت المواجهة الأخيرة بين إسرائيل و"حماس" كان رئيس الحكومة أولمرت في اليابان، وقد اختار وزير الدفاع باراك أن يهاتف الرئيس المصري، حسني مبارك، وبضعة وزراء خارجية في العالم كي يشرح موقف إسرائيل، من دون أن يكلف نفسه عناء إحاطة رئيس الحكومة أو وزيرة الخارجية علماً بذلك. وفي الأسبوع الحالي عرض باراك على رئيس ميرتس الجديد، عضو الكنيست حاييم أورون، أن ينضم مع حزبه إلى الحكومة، فعلقت أوساط ديوان رئيس الحكومة على ذلك بقولها: إنه يعتقد أن هذه الحكومة تابعة له تماماً.

•لا شك في أن هذا الانقسام ينطوي على دلالات سياسية بعيدة المدى. فقبل نحو أربعة أشهر عُقد مؤتمر أنابوليس الذي اتُفق فيه على التقدم في مسارين متوازيين: الأول مسار المفاوضات بشأن اتفاق شامل مع حكومة أبو مازن، والثاني مسار القيام بتغييرات ميدانية بحسب خطة خريطة الطريق. لكن ما حدث هو العكس تماماً، إذ بقي الوضع على حاله في الضفة الغربية.

•يمكن القول، بالنسبة إلى الوضع في غزة، إن المواجهة الأخيرة مع "حماس" انتهت بالتعادل. وخلال جلسة الحكومة طرحت وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، أسئلة قاسية على وزير الدفاع، عبّرت فيها عن قلقها إزاء تأثير هذه النتيجة والمفاوضات غير المباشرة مع "حماس" في حملة المقاطعة الدولية، وفي استمرار سلطة أبو مازن، شريك إسرائيل في المفاوضات التي تجريها معه. وقد أجابها باراك بالقول: "إن ما نريده هو أن نقتل لا أن نُقتل"، إذ إنه لا يؤمن بنجاح المفاوضات التي تجريها، ولا بوجود شريك فلسطيني.

•تعتقد وزيرة الخارجية أن أبو مازن يوشك على الانهيار، وهي تحمّل إسرائيل المسؤولية عن ذلك. وبحسب أحد التقديرات الإسرائيلية فإن أبو مازن سيشكل قريباً حكومة مشتركة مع "حماس"، ومستشاروه يهددون بحل السلطة الفلسطينية.

 

•إن اولمرت، من جهته، يقدّر أن مجرى الأمور في حد ذاته كفيل بأن توحد الحكومات الثلاث. إنه بحاجة إلى باراك من أجل البقاء، ولذا فهو يراوح بين مطالب شاس المستحيلة وبين سلوك باراك الذي لا يمكن تحمله، ويؤمن بأنه سيحرز ورقة مشتركة مع أبو مازن في نهاية الأمر. يبدو أن هذه الورقة هي آخر ما تبقى له.