أزمة في الائتلاف الحكومي ولكن لا إمكانية لائتلاف بديل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

•تمرّ حكومة نتنياهو بأزمة عميقة، ومنذ يوم الثلاثاء الماضي هناك قطيعة كاملة بين وزير المال يائير لبيد ورئيس الائتلاف زئيف إلكين. وحتى الآن فشلت جميع المحاولات من أجل إقرار الميزانية. وتتهم أوساط نتنياهو لبيد بالتآمر ومحاولة تشكيل ائتلاف بديل برئاسته قبل الانتخابات، الأمر الذي وصفه نائب وزير المال أوفير أكونيس بـ"المناورة القذرة".

•وأكد زعماء الكتل الحريدية أعضاء الكنيست أرييه درعي وموشيه غفني ويعقوب ليتسمان أمس، أنهم تلقوا في الأيام الأخيرة مقترحات لتشكيل ائتلاف بديل، لكن أياً منها لم يكن عملياً. وقال رئيس كتلة حزب شاس أرييه درعي إن شيئاً لم يخرج من الاتصالات السياسية التي جرت في الأيام الأخيرة سواء مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أو مع كتلة الوسط - اليسار برئاسة حزب العمل. وكذّب لبيد وزعيم حزب العمل يتسحاق هرتسوغ حدوث اتصالات في هذا الصدد.

•وفي المقابل، رأى حزبا هتنوعا [الحركة] و"يوجد مستقبل" أن نتنياهو يشعل الأزمة ويختلق نزاعات وهمية بين أعضاء الائتلاف كجزء من الحملة التي يشنها قبيل الانتخابات على رئاسة الليكود في كانون الثاني/يناير المقبل. وذكر مسؤول كبير في الائتلاف أن "نتنياهو يضحي بكل شيء من أجل مصلحته، هو لا يريد أن يكون رئيس حكومة داني دنون، لكنه في هذه الأثناء يشجع سنّ تشريعات يمينية ويحاول أن يوجد ائتلاف متطرف من شأنه تقويض علاقاتنا مع جميع دول العالم".

•وفي تقديرات الائتلاف والمعارضة، لن ينجح لبيد في جمع 61 صوتاً تدعمه من أجل تشكيل حكومة بديلة برئاسته. واستناداً إلى هذه التقديرات، فإنه من الصعب حتى على نتنياهو تغيير تركيبة الائتلاف بسبب معارضة شركائه فيه ولا سيما حزب "إسرائيل بيتنا". وفي رأي أحد المقربين من رئيس الحكومة، فإن المضي نحو الانتخابات قد يبدو أمراً غير مستبعد، وأضاف: "هناك من أقنع نتنياهو بأن لبيد سيعمل على إسقاط الحكومة حتى بعد إقرار الميزانية".

•إن مفتاح تشكيل ائتلاف بديل موجود إلى حد بعيد اليوم بيد أفيغدور ليبرمان. لقد وضع زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" فيتو على دخول الأحزاب الحريدية وحركة ميرِتْس إلى الحكومة، وبذلك منع إمكانية استبدال التركيبة الائتلافية الحالية. وكان ليبرمان أوضح قبل أكثر من شهر أثناء الاحتفال بالسنة اليهودية الجديدة، أنه لن يتعاون مع محاولات تغيير التركيبة الائتلافية، وقال يومها: "نحن لن نوافق بأي شكل من الأشكال على تغييرات أو على تحويل الائتلاف إلى تحالف مثير للاشمئزاز، لذا نقول لجميع الذين يتحدثون عن تغيير، ثمة تغير واحد أما الائتلاف الحالي أو انتخابات جديدة".

•وعلى الرغم من كلام ليبرمان، بدأ رئيس الحكومة في الأسبوع الماضي التودد إلى الكتل الحريدية محاولاً إقناعها بالانضمام إلى الائتلاف. والمطروح هو حلول أعضاء كنيست من الحريديم محل حزب "يوجد مستقبل". وقال مصدر في حزب يهودت هتواره إن ما يجري "ليس تفاوضاً، بل عملية جس نبض تجري طوال الوقت". وكذّب درعي إمكانية انضمام حزب شاس إلى ائتلاف نتنياهو، وقال: "لن نسمح لأحد باستخدامنا ويجب المضي نحو الانتخابات". 

•وطوال يوم أمس انتشرت وسط المؤسسة السياسية إشاعات تحدث بعضها عن نية نتنياهو إبعاد حزب "يوجد مستقبل" وإدخال الكتل الحريدية مكانه إلى الحكومة. ولكن استناداً إلى جهات في حزب الليكود، فإن معارضة حزب "إسرائيل بيتنا" تجعل التغيير غير ممكن.

•وكان عضو الكنيست عوفر شيلح من كتلة "يوجد مستقبل" ظهر في وسائل الإعلام محملاً رئيس الحكومة المسؤولية عن الأزمة، وقال: "إن معارضة نتنياهو الآن لإجراء اصلاحات سبق أن أيّدها هي التي تقربنا من الانتخابات على الرغم من عدم رغبة "يوجد مستقبل" بذلك". وكان لبيد نفسه ظهر في مقابلة تلفزيونية من أجل تهدئة الخواطر وقال: "لم أهدد بالاستقالة من الحكومة، ولا أرى سبباً للتهديدات بحل الائتلاف أو المضي نحو الانتخابات التي هي فكرة سيئة جداً". وأضاف: "لقد أساؤوا فهمي، لن أوافق على تحويل مليار ونصف المليار إلى مقربين، ثم أُطالب بإجراء تقليص واسع النطاق في مجالي الرفاه والتعليم".

•وبالأمس انتقدت المعارضة يائير لبيد بشدة لمحاولاته إقامة ائتلاف بديل برئاسته. وأوضحت مصادر رفيعة في المعارضة أن حزب "يوجد مستقبل" لم يحاول حتى الآن القيام بمثل ذلك، وأنه "أحرق فرص تشكيل حكومة جديدة برئاسته". وفي رأي مصدر في المعارضة، فإن "لبيد سارع إلى تهديد نتنياهو بأن لديه ائتلافاً يدعمه كرئيس للحكومة من دون أن يجري مفاوضات لبناء مثل هذه الخطوة معنا. إنه تهديد غير جدي صادر عن شخص غير جدي لا يعرف كيف تدار السياسية".

•وفي تقدير رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ فإن حظوظ تشكيل ائتلاف بديل عن الذي يرأسه نتنياهو ضعيفة. وقال: "يستطيع الكنيست إسقاط حكومة نتنياهو، لكن لا توجد أغلبية في الكنيست تسمح بتشكيل حكومة بديلة".

•وبالأمس أعلنت زعيمة حركة ميريتس زهافا غالؤون أن حزبها يدرس تقديم اقتراح قانون يوم الأربعاء المقبل لحل الكنيست، لكنها أوضحت أنها لن تدخل في ائتلاف يشارك فيه حزب "إسرائيل بيتنا"، وقالت: "ميرِتْس مع حكومة بديلة، لكن حكومة مع ليبرمان لا تشكل بديلاً، ومن الواضح أن حكومة من دون ميريتس ليست بديلاً. ومن أجل طرح بدائل حقيقية، على ليفني ولبيد الاستقالة من الحكومة والمضي نحو انتخابات، ومن بعد ذلك تشكيل كتلة وسطية – يسارية".