"حماس" تسجل نقاطاً لمصلحتها
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       يبدو، بحسب تطورات الأمور حتى يوم أمس، أن في إمكان "حماس" أن تسجل بضع نقاط لمصلحتها جراء التصعيد الحالي مع إسرائيل في قطاع غزة. فالإطلاق المكثف لصواريخ القسام - ولصواريخ غراد خلال الأيام القليلة الفائتة - أدى إلى تراجع النقد الشديد، الذي تعرضت له بسبب رفضها المشاركة في محادثات المصالحة الوطنية مع "فتح"، عن جدول الأعمال الفلسطيني العام. وقد ساهمت إسرائيل، من خلال تصريحات كبار المسؤولين فيها الداعية إلى استمرار التهدئة، ومن خلال توجيه طلب إلى مصر كي تستأنف وساطتها، في تعزيز الرسالة التي سعت "حماس" لإيصالها إلى الجمهور الفلسطيني العريض، وفحواها أن ردة فعلها الصارمة على آخر عمليات عسكرية قامت إسرائيل بها، نجحت في أن تلوي ذراع الإسرائيليين، وأصبح في إمكانها أن تعود قريباً إلى وقف إطلاق النار (التهدئة) من موقع قوة.

·       على الرغم من الخط المتشدد الذي ينتهجه رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، وتصريحات الوزير حاييم رامون بشأن موت التهدئة، فإن عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق ليست مدرجة، في الوقت الحالي، في جدول الأعمال. وقد سارع وزير الدفاع، إيهود باراك، إلى توضيح ذلك يوم أمس، عندما وجه، بصورة غير مباشرة، نقداً إلى أولمرت ورامون (وأيضاً إلى وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني) من خلال تلميحه إلى أن قرار شن حرب لبنان الثانية [في صيف سنة 2006] كان متسرعاً.

·       إذا ما تبين أن في الإمكان الاستمرار في التهدئة شهراً واحداً أو شهراً ونصف شهر، فإن الاحتمال الأقوى هو أن تكون منطقة الحزام فيما وراء السياج الحدودي [بين إسرائيل وقطاع غزة] هي نقطة الاحتكاك الرئيسية بين الطرفين.

·       كما يبدو، فإن الخلاف بشأن منطقة الحزام هذه، ومعارضة قادة الجناح العسكري في "حماس" لاستمرار التهدئة أكثر من نصف عام (تنتهي في 19 كانون الأول/ ديسمبر المقبل)، يجعلان وقف إطلاق النار في موضع شك في المستقبل.

·       يجب أن نأخذ في الاعتبار أن هناك أمراً آخر قد يغري "حماس"، وهو أن تفترض أن التصعيد في غزة وخصوصاً القيام بعمليات انتحارية داخل الخط الأخضر، سوف يؤثر في معركة الانتخابات العامة في إسرائيل [في 10 شباط/ فبراير 2009]. وقد سبق أن أدت موجة عمليات انتحارية، في سنة 1996، إلى فوز بنيامين نتنياهو وحزب الليكود في الانتخابات العامة. ومن شأن سيناريو كهذا أن يتكرر في العام المقبل إذا ما اعتقدت "حماس" أن تأليف حكومة يمينية في إسرائيل سيحسن مكانتها في الحلبة الدولية.