•بحسب تقديرات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية [التي عُرضت على الحكومة في مطلع الأسبوع] فإن ما نواجهه الآن هو جبهة شرقية ـ شمالية ـ جنوبية جديدة بزعامة إيران، تعد العدة لليوم الذي تستطيع أو تكون مضطرة فيه إلى مهاجمة إسرائيل، بواسطة أسلحة تلحق ضرراً كبيراً بجبهتها الداخلية.
•مع ذلك ثمة جملة استثنائية واحدة في الورقة التي عرضها رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء عاموس يدلين، وهي أنه "في أوضاع معينة يمكن إبعاد سورية من المحور الراديكالي. ومن أجل ذلك يجب أن يكون هناك استعداد إسرائيلي للتوصل إلى اتفاق يشمل [الانسحاب] من هضبة الجولان، وتدخل أميركي لمصلحة السوريين".
•إن ورود هذه الجملة في تقديرات الاستخبارات العسكرية، والتي لا شك في أنها حظيت بمصادقة رئيس هيئة الأركان العامة غابي أشكنازي، يعني أن قيادة الجيش الإسرائيلي الحالية قررت أن تصعّد المعركة شبه العلنية التي تخوضها، والتي سبق أن خاضتها القيادات السابقة منذ بضعة أعوام، من أجل إجراء مفاوضات مع سورية.
•في واقع الأمر، فإن الجيش الإسرائيلي يؤيد التوصل إلى تسوية مع سورية منذ أيام يتسحاق رابين [رئيس الحكومة الإسرائيلية خلال الفترة 1992 -1995]. وعلى الرغم من أحداث 6 أيلول/ سبتمبر 2007 [والمقصود هنا الغارة الجوية الإسرائيلية على دير الزور] قال مسؤولون رفيعو المستوى في الجيش الإسرائيلي إن هذه الأحداث يمكن أن تشكل رافعة لعملية سياسية تخلّص [الرئيس السوري] بشار الأسد من العزلة الدولية، ومن عناق إيران له. وحتى لو كان ثمن ذلك هو انسحاب إسرائيل من الجولان، ففي إمكانها أن تتحمله من الناحية الأمنية.
•أين يقف السياسيون الإسرائيليون من هذا كله؟ رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، دعا مؤخراً إلى "دراسة إمكان إجراء مفاوضات مع سورية بصورة إيجابية"، كما لو أن من المفترض بشخص آخر سواه أن يفعل ذلك. أمّا وزير الدفاع، إيهود باراك، فإنه لا يتخذ، كعادته، موقفاً واضحاً في هذا الشأن.