من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
أُطلق أمس من قطاع غزة على النقب الغربي نحو 30 صاروخ قسام وعشر قذائف هاون. سقطت أغلبيتها في مناطق خلاء، فلم تسفر عن وقوع إصابات، وإنما أصابت بعض المباني في سديروت بأضرار طفيفة. وكان يوم أمس الأكثر توتراً منذ بدء التهدئة على حدود القطاع قبل نحو أسبوع. وامتنعت إسرائيل حتى مساء أمس من الرد على إطلاق الصواريخ، غير أن مصادر أمنية رفيعة المستوى قالت لصحيفة "هآرتس" إن التوقف الوقتي للقتال يبدو وكأنه انتهى.
إن حركة الجهاد الإسلامي هي المسؤولة عن إطلاق الصواريخ، وقد قامت بذلك رداً على قتل خمسة مطلوبين بينهم أربعة من أعضاء الحركة في حادثتين وقعتا في الضفة الغربية أول أمس. ويجري التحقق من إمكان أن تكون حركة "حماس" ضالعة في إطلاق صاروخ واحد. وأمس قال وزير الدفاع إيهود باراك إن إسرائيل أثبتت في بيت لحم (حيث قتل أربعة من المطلوبين) أنها ستواصل "مطاردة وضرب كل مجرم تلطخت يداه بالدماء اليهودية".
وقالت المصادر رفيعة المستوى إنه على الرغم من أن "حماس" لم تقم بإطلاق صواريخ أمس، فإنه لا يبدو أنها بذلت أي جهد لكبح حركة الجهاد الإسلامي ومنعها من إطلاق الصواريخ. وعلى حد قولها، ثمة شك كبير في أن تتصدى "حماس، أيضاً في المستقبل، للفصائل الأخرى كي تمنع التصعيد مع إسرائيل، ولهذا السبب فمن المرجح أن يقع صدام آخر بين إسرائيل والمنظمات الفلسطينية في القطاع. وتقدّر المؤسسة الأمنية أن "حماس" معنية بتهدئة طويلة الأمد، لكنها تضع شروطاً للاتفاق لا يمكن أن تقبل إسرائيل بها، وفي مقدمها وقف الاعتقالات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام في الضفة. وبحسب هذا التقدير، فإن "حماس" قد تتساهل في جزء من مطالبها فقط بعد جولات إضافية من العنف تتكبد خلالها ثمناً فادحاً.
وخلال الشهرين الفائتين، ومنذ أن هدمت حركة "حماس" الجدار في رفح، تم تهريب كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة من مصر إلى القطاع، بينها صواريخ مضادة للدبابات ومواد متفجرة شديدة الفعالية، وحتى الآن لم تستخدم "حماس" السلاح الأحدث المضاد للدبابات الذي في حيازتها. وكانت العبوة الناسفة التي فجرتها حركة الجهاد الإسلامي على حدود القطاع قبل نحو أسبوع، في الحادثة التي قُتل فيها جنديان من الجيش الإسرائيلي ودُمرت فيها سيارة جيب عسكرية، أكثر تطوراً وأشد تدميراً من العبوات التي شوهدت في القطاع في السابق.