يا فرحتي! أنا مكروه.. (المضمون: رؤية اليمين الإسرائيلي للصراع مع العرب تتسع في أوساط الجمهور الإسرائيلي لتشمل جمهور اليسار)
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•لو أن حزب "إسرائيل بيتنا" يمثل رأي الأقلية في إسرائيل، لكان في الإمكان اعتباره حزباً لا أهمية فعلية له، إلا إن التصوّر الذي ينظر من خلاله رئيس هذا الحزب، أفيغدور ليبرمان، إلى الواقع هو تصوّر تشاطره فيه أيضاً قطاعات متزايدة من الجمهور اليهودي في إسرائيل، حتى وإن لم تكن أعضاء في حزبه.

•بموجب هذا التصوّر لا يوجد احتمال بتاتاً للتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين بسبب كراهيتهم لإسرائيل، التي لا تعرف حدوداً. وحتى إذا ما انسحبت إسرائيل من يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، وأتاحت إقامة دولة فلسطينية، فسيقوم العرب في إسرائيل ضدها، وسيطرحون مطالب تضع حداً لهويتها الصهيونية.

•هكذا يفكر معظم اليهود الإسرائيليين، كما تدل استطلاعات الرأي التي نشرت في الأشهر القليلة الفائتة. ويعتبر هذا التفكير بمثابة شعور أساسي يوجّه موقف معظم الجمهور الإسرائيلي من النزاع، بما في ذلك الجمهور المحسوب على اليسار.

•إن ليبرمان يضع يده على عصب حساس، عندما يطرح خوف الجمهور اليهودي في إسرائيل على وجوده، في مقابل التهديد المتواصل الذي يشكله العرب عليه. وهذه المقاربة تجعل الجمهور اليهودي العريض يتغاضى عن دوره في نشوء النزاع وتفاقمه، وخصوصاً من خلال مشروع الاستيطان الذي ولّد استفزازاً لا يمكن احتماله في نظر الفلسطينيين، وأحبط إمكانية رؤية المناطق [المحتلة] كورقة مساومة مركزية في سياق التوصل إلى اتفاق.

 

•إن اليهود في إسرائيل يصبحون، رويداً رويداً، أسرى التصوّر الذي يرى أنه مهما تكن أسباب النزاع ونتائجه، فلا بد من النظر إلى العرب عامة والفلسطينيين خاصة باعتبارهم عدواً أبدياً.