المطلوب التحاور مع زعامات القطاع العربي في إسرائيل لكبح التدهور
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•في الأشهر الماضية شهدنا تدهوراً خطيراً سبق لنا أن مررنا به، من خطف وقتل وانتقام وعملية ضد غزة جوية وبرية، وما يشبه الانتفاضة في الضفة ولا سيما في القدس، وانتقال أعمال العنف إلى المناطق التابعة لسيادة إسرائيل وخصوصاً في المدن العربية. إن الحل الجذري لهذا كله هو بالتوصل إلى سلام إسرائيلي – فلسطيني. لكن حتى الآن فشلت جميع المحاولات ويتهم كل طرف الآخر بالمسؤولية عن هذا الفشل. ولا تتوفر اليوم الظروف السياسية التي تسمح بذلك، لكن يتعين علينا أن نبذل كل ما في استطاعتنا من أجل التوصل إلى تسوية على مراحل يمكن في إطارها أن تقوم منذ الآن دولة فلسطينية ضمن حدود موقتة. لكن ما نحتاج إليه اليوم قبل أن نجلس ونتحدث بصورة جدية عن الموضوع السياسي هو كبح التدهور.

•يتعين على رئيس الحكومة أن يدعو في أقرب وقت ممكن لجنة المتابعة للعرب في إسرائيل إلى الاجتماع مع وزيري الداخلية والعدل من أجل التوصل إلى تفاهمات. ومن المنتظر ألا يكون الاجتماع سهلاً، وسوف يقول زعماء الجمهور العربي كلاماً قاسياً عن الشرطة، وسيحرص وزير الداخلية على الدفاع عن رجال الشرطة، وسيقول إن كل ما فعلوه كان هدفه الحفاظ على النظام والدفاع عن حياتهم. لكن في نهاية الأمر، فالجميع مضطر إلى الخروج من الغرفة باتفاق يضمن أن التحقيق في سلوك الشرطة خلال الأحداث الدامية ستقوم به جهة حيادية قدر الإمكان، والعمل على تقليص الاحتكاكات بين الشرطة والمواطنين العرب في الأيام المقبلة. إن قرار تشكيل لجنة أور [لجنة تحقيق إسرائيلية شُكلت سنة 2000 للتحقيق في مقتل 13 مواطناً من العرب في إسرائيل في مواجهات مع الشرطة]، هو الذي أدى إلى انتهاء موجة العنف التي شهدها القطاع العربي قبل 14 عاماً، ولم يحدث هذا إلا بعد أن جربنا جميع الحلول الأخرى.

•أما في ما يتعلق بالعنف ما وراء الخط الأخضر، فهناك طرفان يرفعان صوتيهما بدلاً من خفضه. هناك الرئيس محمود عباس الذي يقول كلاماً لم يقله في الماضي مدركاً أن جمهوره يرفض أن يسمع منه كلاماً آخر؛ وهناك نتنياهو الذي يرفع من حدة لهجته كأنه يتوجه إلى جمهور ناخبيه عندما يتحدث عن اليد الحديدية والقوانين الرادعة، على الرغم من معرفته بأن هذه الأدوات لم تعد تجدي نفعاً. وسوف يجد الرجلان نفسيهما في صدام لا يريدانه، كل ذلك لأنهما يسمحان للمتطرفين بتحديد جدول أعمالهما.

•لو كان ممكناً عقد اجتماع بين نتنياهو وعباس الآن، فإن هذا هو الأمر الصحيح. وإذا كانت هذه الخطوة صعبة للغاية في ضوء التصريحات الأخيرة للرجلين، فمن المهم أن يتوسط طرف خارجي بينهما. ومن المؤسف أن وزير الخارجية الأميركي لم يستغل زيارته إلى الأردن من أجل الاجتماع مع الرجلين لحملهما على إعلان الحاجة بصورة قاطعة، إلى منع سفك الدماء وعودة الهدوء فوراً. 

•ونظراً إلى عدم وجود مبادرة إسرائيلية ولا أميركية، فيجب التفكير بطرف ثالث يقلقه التدهور ويستطيع زيارة إسرائيل والسلطة الفلسطينية في محاولة لتحقيق التهدئة. والطرف الذي يتلاءم مع هذه المهمة هو العاهل الأردني الملك عبد الله. 

 

 

 

 

 

 

المزيد ضمن العدد 2011