من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•إن اليمين الإسرائيلي هو المخطئ الأول. وإذا نشبت انتفاضة ثالثة، فإن من يتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى هم المستوطنون. لقد سيطرت حركة غوش إيمونيم [حركة دينية متطرفة تدعو الى الاستيطان في الضفة الغربية وهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل الثالث مكانه] على الجهاز السياسي من خلال سيطرتها على الليكود، وبواسطة تشكيل حزب "البيت اليهودي" ومن خلال التحالف مع يائير لبيد. وهي السبب وراء تركيز عمل الجهاز السياسي على المستوطنات. وهي التي حولت إسرائيل إلى دولة يشبّهها العالم بأفريقيا الجنوبية، ويعتبرها الشرق الأوسط شبيهة بروديسيا.
•لقد أنشأ المستوطنون نظاماً متطرفاً معادياً للصهيونية يجمع بين العبقرية السياسية (بشأن كل ما يتعلق بسلوكهم داخل النظام الإسرائيلي)، والضعف الدبلوماسي (في كل ما يتعلق بالسلوك على المستوى الدولي). وكما كان يكرر البروفسور بن تسيون نتنياهو [والد رئيس الحكومة الذي كان أستاذاً في تاريخ اليهود]، فليس هناك خطر أكبر من خطر الحركات المسيحانية. ولستَ بحاجة لأن تكون يسارياً متطرفاً كي تدرك أن مخربي صهيون من يهودا والسامرة هم الأشد خطراً من غيرهم، لأنهم يرفضون أي مرونة سياسية أو أفكار مبتكرة، ومن شأنهم أن يتسببوا بكارثة للدولة اليهودية.
•أما الخطيئة الثانية فيتحملها الفلسطينيون، وإذا نشبت انتفاضة ثالثة فالمسؤول عنها إلى حد بعيد القيادة الفلسطينية. فالطرف الذي أدى إلى فشل المفاوضات وشن حرباً سياسية على إسرائيل هو الذي تسبب بنشوب المواجهات العسكرية في جميع أنحاء البلد. والطرف الذي اختار تشكيل حكومة مع "حماس" هو الذي جعل قيم "حماس" تقود المجتمع الفلسطيني، ومن يعتبر القتلة أبطالاً هو الذي يلعب بالنار ويشعلها ويجد نفسه اليوم في وسطها. لا يمكن الاستمرار في التعامل مع زعيم وطني يبلغ من العمر 79 عاماً مثل ابن 9 سنوات لا يتحمل مسؤولية أفعاله. إن محمود عباس الذي يبدو في الظاهر زعيماً معتدلاً، هو الذي قام بأعمال سلبية وعدائية أدت إلى تقويض الاستقرار، وهو الذي يقود الشعب الفلسطيني نحو كارثة جديدة.
•أما المخطئ الثالث فهو المجتمع الدولي. وإذا نشبت هنا انتفاضة ثالثة، فإن من يتحمل مسؤوليتها تصرف الزعامة الدولية حيال موضوع السلام. ومن المعروف أن السعي إلى تحقيق السلام لا يمنع نشوب الحرب. وفي ظروف معينة، فإن محاولة غير موفقة للتوصل إلى سلام من شأنها أن تؤدي إلى التدهور والعنف.
•لقد تبنت الزعامة الدولية عملية سلام لا علاقة لها بالواقع وكان مقيضاً لها أن تفشل. وعندما فشلت قبل ثمانية أشهر، لم تقم الزعامة الدولية باستبدالها بمبادرة سلام أخرى. وتركت وراءها فراغاً خطراً هو الذي فتح الطريق أمام حرب غزة 2014 التي أدت إلى موجة من التطرف في إسرائيل وفي فلسطين. إن الذي كان ينوي حل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني في الربيع الأخير [المقصود إدارة الرئيس أوباما]، كان السبب في تحريك سلسلة أحداث فاقمت الصراع ومن شأنها أن تتسبب بكارثة لنا جميعاً.
•لكن على الرغم من هذا كله، ما يزال في إمكاننا أن نأمل ألا تنشب انتفاضة ثالثة على نطاق واسع على الرغم من أن عنف الأسبوع الأخير لا يبشر بخير. إن المخطئين الثلاثة في السنتين الماضيتين أوجدوا واقعاً على حافة الهاوية. وفي اللحظة الأخيرة التي ما زالت لدينا الآن، يجب أن نبذل جهوداً كبيرة للابتعاد عن هذه الهاوية، كما يجب على المخطئين الثلاثة أن يستخلصوا العبر ويختاروا طريقاً آخر يؤدي إلى السلام.