•أثارت طريقة نشر الأنباء المتعلقة بالموقع السوري [الذي تعرض للقصف في أيلول/ سبتمبر 2007] في وسائل الإعلام، الغضب العارم لدى جهاز الأمن العام والجيش الإسرائيليين، نظراً إلى ما ينطوي عليه ذلك من كشف للقدرات الاستخبارية السرية. ولا تكمن المشكلة في الصور التي التقطت من الجو أو من الفضاء، وإنما في الصور التي التقطت داخل الموقع أو من حوله. ولا يدور الحديث عن صور من الأرشيف، وإنما عن صور التقطت، على ما يبدو، قبل نحو عام أو ربما أكثر.
•إن من التقط هذه الصور هو شخص أو ربما أشخاص من داخل الموقع أو حوله، ومع ذلك لا يهم بتاتاً من التقط الصور، لأن المهم هو أنها تكشف عن قدرات ومصادر استخبارية. إن ما حدث هنا هو كشف عن وجود ثغرة في عمل منظومة الحراسة والاستخبارات السورية. ولا شك في أن السوريين بدأوا، منذ اللحظة التي نُشرت فيها هذه الصور، بذل كل ما في إمكانهم من أجل تحديد هذه الثغرة والقضاء عليها.
•إن سورية هي عدو مرير، والقدرة على التغلغل إلى قلب أسرارها هي رصيد وطني لا يقدّر بثمن، وربما لا بديل له. إن مجرد الحديث عن هذه القدرة يمكن أن يلحق الضرر الكبير بها، فما بالك بوضع يتم فيه نشر إنجازاتها على مرأى العالم أجمع.
•إن الحجج كلها التي قد تلجأ إسرائيل إليها لا تبرر مسّ هذا الرصيد الوطني الاستخباري. لقد كان في إمكان إسرائيل، إذا ما حصلت بنفسها على هذه الصور فعلاً، أن تريها للأميركيين فقط لا أن تسلمها لهم.