من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•لا ينجح رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، على الرغم من الجهود التي يبذلها، في التخلص من صورة الشخص المتسرع الذي لا يبعث على الثقة بتفكيره السديد. لقد سارع أولمرت، قبل عامين، إلى شن حرب لبنان الثانية، وهو يرسل الآن رسائل سلمية، في الظاهر، إلى [الرئيس السوري] بشار الأسد، بعد أن رفض، طوال فترة ولايته، إشارات المصالحة الصادرة عن دمشق كافة.
• يجدر أن نأخذ ردة فعل الجمهور العريض في الاعتبار، سواء أكان موقف أولمرت الجديد إزاء دمشق تغير، أم أنه مجرد خدعة تكتيكية. فقد دل استطلاع للرأي العام نشرته "يديعوت أحرونوت"، قبل ثلاثة أيام، على أن 32% من السكان في إسرائيل عامة يؤيدون الانسحاب الكامل من هضبة الجولان، وأن 74% منهم لا يؤمنون بأن نيات الأسد السلمية جادة.
•إن الصدى الحقيقي لمواقف الجمهور هذه انعكس أيضاً في ردات فعل المؤسسة السياسية على الأنباء بشأن الاتصالات بدمشق. ومن ذلك، مثلاً، مبادرة عضو الكنيست دافيد طال، من حزب كاديما الحاكم، إلى تسريع مناقشة مشروع قانون يلزم الحكومة إجراء استفتاء عام بشأن التنازل عن هضبة الجولان والقدس. كما برزت أصوات من داخل الحكومة أبدت استغرابها من تداول موضوع على هذا القدر من الأهمية في ديوان رئيس الحكومة قبل أن يُناقش في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية ـ الأمنية.
•إن ذلك كله يعني أن أولمرت لا يحظى بالشرعية للمبادرة إلى تحقيق تسوية مع سورية، يكون ثمنها التنازل المطلق عن هضبة الجولان. إذا كان أولمرت يرغب حقاً في تسوية كهذه، فيتعين عليه أن يجند تأييداً شعبياً واسعاً لمبادرته السلمية، كما فعل أسلافه. إن رئاسة الحكومة هي موقع مهم لبلورة الرأي العام، وأولمرت ليس شخصاً مبتدئاً في هذا المجال، وفي إمكانه أن يحقق الدعم الشعبي المطلوب لخطوة من هذا القبيل.