ينبغي أخذ التهديدات الإيرانية بجدية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•تشكل إيران، في ظل نظام الحكم الإسلامي، مشكلة أمنية صعبة لإسرائيل. فهي تدرب وتمول وتمارس "الإرهاب" بواسطة حزب الله في لبنان و"حماس" والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية وقطاع غزة. كما أن سورية تواصل تحت رعايتها، تفضيل معاداة إسرائيل على عقد سلام معها. إن الأخطر من ذلك كله أن زعماءها يصرحون علناً برغبتهم في القضاء على "الكيان الصهيوني"، ويعملون على تحقيق ذلك بواسطة تطوير صواريخ أرض ـ أرض، والسعي لامتلاك سلاح نووي.

•بناء على ذلك لا يجوز النظر إلى تصريحات نائب رئيس هيئة الأركان العامة الإيرانية، التي جاء فيها أنه "سيتم تدمير إسرائيل على الفور"، إذا ما هاجمت إيران، على أنها بلاغة جوفاء هدفها الردّ على [الوزير] بنيامين بن أليعيزر، الذي أطلق تصريحاً مماثلاً. إن إسرائيل لم تهدد بالقضاء على دولة معينة قط، بينما إيران لا تكف عن التهديد بذلك.

•إن الإيرانيين يعتمدون، على ما يبدو، على تراخي الغرب، ولديهم أسباب جيدة لذلك. ففي الغرب ثمة دول معنية بعلاقات تجارية مع إيران، مثل سويسرا، كما أن هناك دولاً أخرى رأت أن تقرير الاستخبارات الأميركية، الذي جاء فيه أن إيران توقفت عن تطوير أسلحة نووية منذ سنة 2003، يمنحها الشرعية لإرجاء الضغوط عليها.

•إذا كان الإيرانيون يعتقدون أن خطر قيام الولايات المتحدة بعملية عسكرية قد زال، فإنهم يرتكبون مقامرة خطرة، لأنهم ما زالوا يوفرون للرئيس بوش حججاً أخرى لعملية كهذه، ناجمة عن دورهم في كل من العراق ولبنان وفلسطين. صحيح أن القوات البرية الأميركية مستنزفة حتى النهاية في الوقت الحالي، غير أن القوات الجوية وكمية الصواريخ الموجودة في حيازة الولايات المتحدة تعتبر كافية لعملية عسكرية ضد إيران.

 

•إن اللعب الإيراني بالنار يمكن أن يحرق الشرق الأوسط. صحيح أن بوش ليس شرطي العالم، لكن في ظل انعدام شرطي آخر في الأفق، فإننا نتوقع منه الوفاء بوعده بأن يمنع إيران من امتلاك قدرة القضاء على إسرائيل.