إن الصور التي ظهرت أمس، لدى تفكيك بؤرة استيطانية غير قانونية، مختلفة تماماً عن صور التفكيك العنيف والعاصف لبؤرة عمونه في سنة 2006. ففي ظل هدوء مثالي وبسرية قصوى وصلت رافعتان إلى بؤرة "مفو حورون الشمالية" وأزالتا ست بنايات، وأخلتا سكانها الـ 20. ولم يحضر ناشطو اليمين للتصدي للتفكيك، ولم توثق وسائل الإعلام هذا الحدث.
لقد اتُّخذ قرار هذا التفكيك النادر بسرية تامة، وشارك فيه كل من "مجلس المستوطنات في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وغزة" (ييشع)، ووزارة الدفاع، وسكرتاريا مستوطنة مفو حورون، وسكان البؤرة الاستيطانية، وكانوا اجتمعوا قبل نحو أسبوعين واتفقوا على موعد التنفيذ.
ينص أحد التفاهمات في الاتفاق الخاص بشأن البؤر الاستيطانية غير القانونية، والآخذ في التبلور، على تفكيك هذه البؤر طوعياً في مقابل السماح باستئناف البناء في مستوطنات يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. ومنذ أشهر طويلة يعقد قادة المستوطنين لقاءات عمل مع مستشاري وزير الدفاع الإسرائيلي، بهدف التوصل إلى اتفاق على تفكيك هذه البؤر الاستيطانية. ويتحدث الطرفان عن 26 بؤرة استيطانية أقيمت بعد آذار/ مارس 2001، أي في إثر تعهد رئيس الحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت، أريئيل شارون، ومستشاره دوف فايسغلاس، للأميركيين بتجميد البناء في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. ويؤكدون في "مجلس المستوطنات ـ ييشع" أن الاتفاق سيتم فقط في إطار تأهيل بؤر استيطانية أخرى وإيجاد حلول بديلة.