انهماك إسرائيل بالقنبلة النووية الإيرانية وفشلها أمام "حزب الله" وتهديد نجاد بإبادتها يوحد الإسرائيليين لتشديد الضغط على طهران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•سيكون الجهد الآيل إلى لجم انضمام إيران إلى نادي أصحاب السلاح النووي على رأس جدول الأعمال الاستراتيجي والسياسي لإسرائيل خلال العام [العبري] المقبل. ليست هناك قضية وطنية أو دولية ذات أهمية أكثر من ذلك، والقرارات التي سيتخذها رئيس الولايات المتحدة جورج بوش، خلال العام المقبل، ستصوغ توازن القوى الإقليمي لأعوام كثيرة مقبلة.

•ستكون المحادثات التي يجريها رئيس الحكومة إيهود أولمرت مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مسرحية ثانوية، أي عرض لتسخين الأجواء لا أكثر، حتى لو أسفرت هذه المحادثات عن اتفاقات وتفاهمات ومراسيم باهرة.

•تنهمك المؤسسة الأمنية ـ الاستراتيجية في إسرائيل، منذ نحو 15 عاماً، بالقنبلة النووية الإيرانية، لكن في العام الفائت بدأ هذا التهديد يتغلغل في وعي الجمهور، ويظهر في استطلاعات الرأي باعتباره الخطر رقم واحد الذي يهدد إسرائيل، وذلك بعد فشل الجيش الإسرائيلي في مواجهة حزب الله، وبعد تهديدات الإبادة الصادرة عن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. غير أن هذه الخشية لم تنعكس بعد على السلوك العلني للإسرائيليين.

•تعالج الحكومة الإسرائيلية الشأن الإيراني في الغرف المغلقة، وتقلل من التصريحات بحجة أن هذا الأمر "مشكلة دولية لا إسرائيلية". وعملياً لا يوجد جدل سياسي ملموس بشأن إيران، وحتى اليسار الأشد تطرفاً لا يقترح التحادث مع عدو مرير مثل أحمدي نجاد. أما اليمين فإنه يحاذر الدعوة علناً إلى مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. الجميع يتوحدون في الدعوة لتشديد الضغط الدولي على طهران.

•منذ وقف إطلاق النار في لبنان تستعد الساحة الإقليمية لمواجهة بين الولايات المتحدة وإيران تقرر أياً منهما سيكون الدولة العظمى المتصدرة في المنطقة. وكما في عشية أي حرب كبرى في التاريخ يعقد الطرفان، هذه المرة أيضاً، تحالفات. الإيرانيون مع سورية وحزب الله و"حماستان" في غزة وبصورة أقل مع روسيا، والأميركيون مع السعودية ومصر والأردن والإمارات العربية المتحدة وفتح في الضفة الغربية وإسرائيل. وتنعكس الأحلاف في إمدادات الأسلحة والمساعدات العسكرية بكميات هائلة، والتنسيق العملاني المتصاعد بين إيران وشريكاتها. وفي المقابل تجري محاولة إحياء عملية السلام بين إسرائيل والعرب.

•تراكم القوة بحد ذاته لا يدل على أن الحرب حتمية. في وسع ذلك أن يؤدي إلى تعزيز الردع وإيجاد "حرب باردة" في الشرق الأوسط تنعكس في الصراع على مناطق نفوذ وحروب بالوكالة، مثل حرب لبنان الثانية وسيطرة حماس على غزة وربما الحادث الذي حصل في سورية الأسبوع الماضي.

•إذا تردد بوش في شن حرب على إيران فهل ستهاجمها إسرائيل؟ لقد أعلن أولمرت أن إسرائيل لن تحيا مع إيران نووية، وبذا فقد أوضح تمسكه بـ "مبدأ بيغن"، وهو المبدأ الذي أطلقه باحثون ومنظرون على عملية تدمير المفاعل النووي العراقي في عام 1981، وبحسب هذا المبدأ فإن إسرائيل ستمنع بالقوة العناصر المعادية في محيطها من إنتاج سلاح نووي. وأثبت أولمرت، في شنه حرب لبنان الثانية والقرارات التي اتخذها بعدها، أنه لا يتردد في استعمال القوة، وبشكل أكيد عندما يكون إلى جانبه وزير دفاع فاعل وذو تجربة مثل إيهود باراك. السؤال هو: هل ان هذا الإصرار كافٍ، في الوقت الذي تعتبر فيه الأهداف ذات الصلة بعيدة ومنتشرة ومحصنة في باطن الأرض؟

 

•في هذه الأثناء لا يزال إسهام إسرائيل الرئيسي في بلورة الجبهة ضد إيران هو في دفع المفاوضات مع الفلسطينيين قدماً، لا في الجانب العسكري.