طالما بقيت الأنظار متجهة نحو الشمال لن تخوض إسرائيل حرباً في غزة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•هل سيكون العام [العبري] المقبل أفضل من العام الذي مضى فعلاً؟ على ما يبدو فإن الكثير رهن بانعكاسات ذلك الهجوم الجوي الذي وقع في شمال سورية قبل ستة أيام، بحسب ما ادعت سورية. تقرير كريستيان إيمنفور الذي ورد في شبكة "سي. إن. إن" بدأ يبدّد الضباب حول الهجوم، حتى وإن كان ما ورد فيه غير دقيق تماماً. إن الأهم من التفصيلات الواردة في التقرير هو هوية من يبثها، فلأول مرة تحاول وسيلة إعلام دولية أن تفسر الغموض الذي يحف بالموضوع. وعلى ما يبدو فإن التفصيلات المهمة ستنشر قريباً.

•لدى تحليل التصريحات الرسمية الصادرة عن المسؤولين السوريين يصعب التكهن بردة الفعل التي ستلجأ إليها دمشق في نهاية الأمر. ويمكن الشعور بأن هذه الفترة المتوترة تنسحب أيضاً على جنوب البلاد، حيث توجد للأحداث هناك صلة غير مباشرة مع ما يحدث في الشمال. صحيح أن صاروخ القسّام الذي أطلقته حركة الجهاد الإسلامي من قطاع غزة على معسكر زِكيم لم يتم بتوجيه مباشر من دمشق، لكن يبدو أن حركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس تبذلان أقصى جهدهما لتسخين الجبهة الجنوبية. لن تعارض هاتان الحركتان الإسلاميتان تقديم المساعدة لسورية التي تستضيف قياداتهما في دمشق منذ عدة أعوام، لكن قضيتهما الأساسية هي إرباك المفاوضات السياسية بين إسرائيل وقيادة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

•هل يعتبر إطلاق القسام ردة فعل سورية على الهجوم الإسرائيلي؟ يصعب تصديق ذلك، فهذه عملية صغيرة للغاية. ستحاول سورية أن تزهق روح إسرائيل، بفرض حالة استنفار مستمرة على الجيش الإسرائيلي مثلاً. ولهذا السبب لن تردّ إسرائيل على الإصابات الجماعية التي لحقت بالجنود في زِكيم بعملية هجومية كبيرة في قطاع غزة. وما دامت الأنظار متجهة إلى الشمال فسيفضل الجيش الإسرائيلي عدم التورط في جبهتي قتال.

 

•كشف قصف زِكيم عيباً خطيراً، وهو عدم وفاء الجيش بوعوده بشأن تحصين هذه القاعدة العسكرية بعد نحو عامين على الانفصال عن قطاع غزة وعلى وقوعها ضمن مرمى صواريخ القسّام. إن الضجة الكبيرة التي قام بها أهل الجنود أمس تفسر في الجانب الفلسطيني باعتبارها تظاهرة ضعف وتعبيراً إضافياً عن انعدام استعداد المجتمع الإسرائيلي للكفاح من أجل أمور مهمة.