عودة الخيار العسكري لاسترجاع الجولان بعد أن تراجع أيام الأسد الأب والسبب حرب لبنان الثانية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•قبل 15 عاماً، قبل مؤتمر مدريد، فهمت سورية أن قسماً مهماً من العالم العربي يفضل السلام مع إسرائيل. وكان استنتاج حافظ الأسد أن على سورية أن تحقق توازناً استراتيجياً مع إسرائيل، أي أن تكون لديها القدرة على تحقيق إنجاز في الحرب حتى لو لم يكن لسورية شركاء في هذه الحرب. ربما يكون هذا الإنجاز جزئياً، لكن ينبغي أن يكون كافياً كي يؤدي في نهاية الأمر إلى حل سياسي تضطر إسرائيل بموجبه إلى التنازل عن هضبة الجولان.

•على أعتاب نهاية التسعينيات غيّر الأسد الأب هذه الاستراتيجية، فقد فهم أن الفجوة العسكرية، بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، اتسعت لمصلحة إسرائيل، وبدا الخيار العسكري غير واقعي. وقد استجاب الأسد لتوجهات كلينتون وباراك وأجرى مفاوضات بشأن اتفاق سلام شامل. لكن خلافاً على 400 متر في منطقة بحيرة طبرية حال دون التوصل إلى اتفاق كهذا.

•منذ آذار/ مارس 2000 يعاني السوريون إحباطاً كبيراً. من جهة لا يمكن التوصل إلى سلام مع إسرائيل، ومن جهة أخرى يبدو الخيار العسكري غير عملي. وكانت الأعوام ما بين 2000 و 2006 مريحة جداً لإسرائيل: لم يمارس عليها ضغط سياسي، ولم تظهر احتمالات الحرب، وظلت الحدود الإسرائيلية ـ السورية الأكثر هدوءاً.

•إن السياسة السورية الحالية هي نتيجة لحدثين وقعا خلال العامين الفائتين. في عام 2005 اضطر السوريون إلى سحب قواتهم من لبنان. والحدث الثاني الأكثر أهمية هو حرب لبنان الثانية. "انتصار حزب الله" جعل قسماً من قادة الجيش السوري يستنتج أن في الإمكان تحقيق إنجاز عسكري ذي أهمية ضد إسرائيل. سورية مصرّة الآن على استعادة هضبة الجولان. الأولوية الأولى هي للعملية السياسية، لكن إذا استمرت إسرائيل في رفضها فيجدر بها معرفة أن الخيار العسكري قد عاد ليصبح طريقاً محتملة. إن الشكل التظاهري الذي وصفت دمشق به اختراق سلاح الجو الإسرائيلي للأجواء السورية غايته خدمة السياسة السورية الحالية هذه.

 

•يبدو، في الخلاصة الأخيرة، أن سورية، مثلها مثل إسرائيل، غير معنية بالمواجهة العسكرية الآن. لكن خلافاً لما كانت عليه الحال بين الأعوام 2000 و 2006 فإن الخيار العسكري، الذي اعتبر آنذاك مستحيلاً، هو الآن غير مرغوب فيه أو غير مفضل في نهاية المطاف. والفارق بين الأمرين واضح.