غموض حول طبيعة ما سيقدمه أولمرت وعباس إلى لقاء واشنطن
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

يجتمع رئيس الحكومة إيهود أولمرت اليوم مرة أخرى إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في منزل أولمرت في القدس. وسيواصل الجانبان الجهد الرامي إلى بلورة مبادئ متفق عليها لتقديمها إلى "اللقاء الدولي" (مؤتمر السلام في واشنطن) الذي بادر الرئيس الأميركي جورج بوش إلى عقده لدفع "حل الدولتين" قدماً. 

وعشية اللقاء قالت مصادر سياسية في القدس إن أولمرت وعباس لن يوقعا اتفاق مبادئ، بل سيحاولان بلورة وثيقة متفق عليها. وليس من الواضح هل إن هذه الوثيقة ستقدم إلى مؤتمر واشنطن كتصريح مشترك لزعيمي إسرائيل والسلطة الفلسطينية، أم كتصريحين متقابلين يدلي بهما كل منهما، أم كبيان ختامي يقدمه بوش ويوافق عليه أولمرت وعباس.

وبحسب مصادر فلسطينية، سيطلب عباس من أولمرت البدء بكتابة وثيقة المبادئ التي ستقدم في لقاء القمة في تشرين الثاني/ نوفمبر. وعلى حد قول هذه المصادر فقد اكتفى عباس وأولمرت حتى الآن بـ "عصف فكري"، لكن عباس معني الآن بالتقدم في المباحثات بشأن الوثيقة التي ستشكل أساساً للاتفاق. ولذا سيطلب أن تباشر طواقم المفاوضات عملها. 

وتتجه نية رئيس السلطة الفلسطينية إلى بلورة وثيقة مبادئ مفصلة، وليس وثيقة عامة، تتضمن جدولاً زمنياً دقيقاً للتنفيذ وآليات التنفيذ. أما أولمرت فيفضل اتفاقاً في صفحة واحدة يتضمن نحو خمسة مبادئ عامة، من دون جدول زمني دقيق. 

وقال مسؤول رفيع المستوى في ديوان رئيس الحكومة لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (9/9/2007) إن  رئيس الحكومة لا ينوي، في إطار لقائه الرئيس محمود عباس، الإعلان عن مبادرات حسن نية كالإفراج عن سجناء أو تقديم تسهيلات للفلسطينيين لمناسبة شهر رمضان. وتوضح أوساط ديوان رئيس الحكومة أن اللقاءات المغلقة بين أولمرت وعباس هي محادثات شفوية لا يسجلها في هذه المرحلة أي طرف ثالث، لفسح المجال أمام التوصل إلى اتفاقات مبدئية قبل البدء بالصياغات.

 

وأوضحت أوساط ديوان رئيس الحكومة أنه ينبغي عدم رفع سقف التوقعات من اللقاء المرتقب في الوقت الحاضر. وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس: "في هذه المرحلة يجب تعزيز حكومة أبو مازن، ومواكبة بناء مؤسسات حكومته وقواته الأمنية. الخطوات التي نراها من طرف أبو مازن تعطي الانطباع بأنه مصمم على التقدم في المفاوضات والعمل ضد حكومة حماس والمنظمات الإرهابية. لكن الطريق ما يزال طويلاً، وليس من الواضح إطلاقاً هل سننجح في التوصل إلى اتفاق تفاهمات يشكل أساساً لنجاح لقاء واشنطن في الخريف".