•في دولة غربية وديمقراطية مثل إسرائيل، من حق كل مواطن التعبير عن رأيه بحرية، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بموضوعات مطروحة على جدول العمل العام مثل عملية السلام ومستقبل المناطق التي احتلتها إسرائيل في 1967. لكن على الرغم من ذلك، فإن الحملة الحالية لـ"رافضي 8200" تفوح منها رائحة حملة سياسية مدروسة تحاول أن تستغل بصورة فظة الشهرة التي حظيت بها عن جدارة، هذه الوحدة الاستخباراتية الممتازة.
•إن استغلال شهرة الوحدة 8200 من أجل التعبير عن موقف سياسي ليس أمراً منصفاً بالنسبة لسائر أعضاء الوحدة، لأن سلاح الاستخبارات جزء من الجيش الإسرائيلي الذي هو جيش يمثل الشعب كله، ويضم جنوداً لديهم آراء من كل الأطياف السياسية.
•إن مهمة جمع المعلومات مهمة معقدة سواء من الناحية الاستخباراتية أو من الناحية الأخلاقية. ومثل كل مجالات العمل العسكري، فإن عالم الاستخبارات ليس عالماً نظيفاً والقواعد التي تطبق فيه ليست هي القواعد التي تطبق في حركات الشباب أو جمعية حقوق الإنسان، بل هي تلك التي تتعلق بمسائل حياة أو موت وقرارات مصيرية في موضوعات استراتيجية.
•تعمل الوحدة 8200 بصورة لا تهداً على جميع الجبهات التي تهدد أمن إسرائيل: سورية، حزب الله، إيران، وكذلك في المناطق الفلسطينية. ويشكل الفلسطينيون خزاناً افتراضياً لشن هجمات ضد سكان إسرائيل، هذا الخطر الذي يسعى سلاح الاستخبارات إلى تقديم جواب له من خلال إحباط الهجمات المعادية في مراحلها الأولى. ومن أجل إحباط هذه الهجمات قبل تنفيذها، ثمة حاجة إلى جهد متواصل على مدار الساعة للكشف عن أسرار الخصم التي يحاول إخفاءها عن إسرائيل للهجوم عليها. ومن أجل الحصول على هذه المعلومات، ثمة حاجة أحياناً إلى التلاعب والخداع والتحايل.
•إن ما يحتاج إليه الخطاب الإسرائيلي العام هو القليل من التلاعب ومن العرض المشوه لخصائص عمل وحدات الجيش الإسرائيلي.