الخلاف بين وزير المال ورئيس الحكومة على ميزانية 2015 سياسي وليس مالياً فقط
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

 

•في الجدل المحتدم في هذه الأيام داخل قيادة الدولة حيال موضوع الميزانية، يقف وزير المال يائير لبيد إلى جانب الطرف الذي من السهل التضامن معه، فهو يقاتل من أجلنا نحن الموطنين، ضد الذين يريدون مدّ أيديهم إلى جيوبنا وزيادة الضرائب. ومع كل تقديرنا للشكاوى من الطائرات القديمة والحاجة إلى ملء مخزون الصواريخ الاعتراضية، فإنه من الصعب العثور على شخص مستعد لدعم هؤلاء الذين يريدون أن ندفع من بطاقات اعتمادنا الشخصية الحساب. إذا كان لبيد على حق، فلماذا والحال كذلك، نجد صعوبة في تصديقه؟

•إن العام ونصف العام من تولي يائير لبيد وزارة المال ألحقت ضرراً سياسياً بزعيم حزب "يوجد مستقبل". فهو لم يترك حفرة إلا وقع فيها، ولم يحقق التعهدات التي قطعها عشية الانتخابات، خاصة في ما يتعلق بحرصه على الطبقة الوسطى، لكن الأكثر إشكالية كان الانطباع الذي تركه بأن فهمه للمجال الذي هو مسؤول عنه محدود للغاية، وأنه ليس وراء تصريحاته التي تبعث الأمل والراحة لدى سامعها تفكير معمق أو دراسة منهجية. بمعنى آخر، لقد كانت هذه الفترة من العام ونصف العام فترة من الفوضى والارتجال والشعبوية، لا أكثر.

•لكن في الحقيقة ليس أمام لبيد خيارات كثيرة. فهو يدرك عمق الهوة بينه وبين ناخبيه. في الميزانية السابقة اختبأ وراء خسائر الحكومة السابقة، لكن هذه الميزانية بأكلمها صورة عنه، وليس هناك من ذرائع يتذرع بها، وحتى الحرب على غزة ليست ذريعة.

•إن الموضوع هنا لا يتعلق بالاقتصاد فحسب، فهناك الكثير من السياسة أيضاً، بل قد يكون الموضوع سياسياً في الأساس. ومن المحتمل أن يكون لبيد يرغب في الاستقالة من الحكومة والانتقال إلى المعارضة، على الرغم مما قاله أمس في استوديو التلفزيون، وقد يشكل الخلاف على الميزانية سبباً جيداً كي يفعل ذلك. كما يمكن افتراض أن رفض نتنياهو إبداء مرونة يعود أيضاً إلى هذا السبب. وقبل أن يلتقي الرجلان من أجل جسر الثغرات المتعلقة بالميزانية، يجب عليهما أن يكونا مقتنعين بأن مستقبلهما السياسي سيظل مشتركاً.

 

•وعلى الرغم من أن الموضوع يتعلق بوجهة نظر تعود لدى نتنياهو إلى سنوات طويلة، فإن وقوف رئيس الحكومة من دون تحفظ إلى جانب المؤسسة الأمنية ينطوي على جانب سياسي أيضاً. فقد وقف بوغي يعلون إلى جانب نتنياهو في عملية الجرف الصامد حتى النهاية وربط مصيره به. والذي كان يمكن أن يتحول إلى صراع بشع على الوراثة، تحوّل إلى شراكة مصيرية حقيقية من دون خلافات أو عدم ثقة. واليوم يخوض يعالون معركته وسيقف نتانياهو معه حتى النهاية.