يعلون: العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة مبنية على أساس المصالح والقيم المشتركة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون إن إسرائيل تثمن عالياً علاقاتها الخاصة مع الولايات المتحدة، وأكد أنها مبنية على أساس المصالح المشتركة بين الدولتين.

وجاءت أقوال يعلون هذه في سياق تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقده مع حاكم ولاية نيويورك الأميركية أندرو كومو في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب أمس (الخميس)، وأكد فيها أيضاً أن العلاقات بين الدوائر الأمنية في الدولتين وثيقة للغاية، مشيراً إلى أنه تحادث هاتفياً الليلة قبل الماضية مع وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل وتبادل معه الآراء حول آخر التطورات في منطقة الشرق الأوسط. 

وشدّد يعلون على أن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة قامت وما تزال قائمة على أساس المصالح والقيم المشتركة، وعلى أن ذلك يكسبها أهمية خاصة ولا سيما في مواجهة التحديات الماثلة أمام الدولتين في منطقة الشرق الأوسط التي أصبحت تهيمن عليها عناصر إسلامية متطرفـة مثل "الإخوان المسلمين" و"حماس" و"داعش" وإيران وحزب الله.

 وأتت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي هذه في إثر تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أمس (الخميس)، أشارت فيه إلى أن الإدارة الأميركية أرجأت توريد شحنة صواريخ من طراز "هيل فاير" التي تطلق من مروحيات أباتشي القتالية إلى إسرائيل، وذلك على خلفية أزمة شديدة في العلاقات بين إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وحكومة بنيامين نتنياهو، وفي ضوء وقائع عملية "الجرف الصامد" العسكرية الإسرائيلية في القطاع التي تسببت بمقتل عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين.

وأضافت الصحيفة أن شحنة القذائف المدفعية التي تسلمها الجيش الإسرائيلي من مخازن الطوارئ الأميركية [في إسرائيل] خلال تلك العملية العسكرية كانت بغير علم الإدارة الأميركية ووزارة الخارجية وأثارت ردود فعل غاضبة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين كبار قولهم إن العلاقات بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية تدهورت إلى حضيض غير مسبوق. 

واتهم هؤلاء المسؤولون حكومة نتنياهو بأنها تستخف بالبيت الأبيض وتمارس الأحابيل للإيقاع بينه وبين الكونغرس، وأكدوا أن إسرائيل باتت لا تدرك حقيقة مكانتها في العالم. 

كما وصفوا رئيس الحكومة نتنياهو وطاقمه الأمني بأنهما متهوران وغير جديرين بالثقة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر رفيعة في الإدارة الأميركية تأكيدها أن أداء إسرائيل أثناء العملية العسكرية في القطاع أقنع هذه الإدارة أيضاً أن نتنياهو وطاقمه الأمني متهوران ولا يستحقان الثقة.

وأضافت هذه المصادر نفسها أن نتنياهو أساء بدرجة كبيرة إلى وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وسفير الولايات المتحدة في إسرائيل دان شابيرو.

من ناحية أخرى، قالت الصحيفة إن الرئيس أوباما تحادث هاتفياً مع نتنياهو أول من أمس عقب تمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة خمسة أيام أخرى، وأضافت أنه وفقاً لمصادر مسؤولة في البيت الأبيض أكد أوباما أن الولايات المتحدة تدعم المبادرة المصرية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق نار طويل الأمد، كما أكد ضرورة التوصل إلى اتفاق دائم يضمن أمن إسرائيل ويستجيب لحاجات الفلسطينيين الإنسانية في قطاع غزة. لكن في الوقت عينه أشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن البيت الأبيض لا يكشف حقيقة المواجهات التي تحدث بين الجانبين، فإن مسؤولين أميركيين وصفوا هذه المحادثة الهاتفية بين أوباما ونتنياهو بأنها كانت صدامية.

وكتبت الصحيفة أن مسؤولين في البيت الأبيض وفي وزارة الخارجية الأميركية قلقون من التكتيكات القاسية التي تستخدمها إسرائيل في ساحة القتال والتي تتسبب بكارثة إنسانية وقد تؤدي إلى مس الاستقرار الإقليمي ومصالح إسرائيل نفسها، كما أنهم قلقون على نحو خاص من استخدام إسرائيل للمدفعية بدلاً من استخدام القذائف الذكية الموجهة بأشعة الليزر في المناطق السكنية المأهولة.

وأوردت الصحيفة الأميركية على لسان دبلوماسيين أميركيين قولهم إن "القشة التي قصمت ظهر البعير" كانت المحادثة التي أجراها نتنياهو مع سفير الولايات المتحدة في إسرائيل دان شابيرو وهاجم فيها الإدارة الأميركية وطالبها بعدم التشكيك مرة ثانية بشأن الطريقة التي يواجه بها حركة "حماس".