من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•"انتقام دم طفل صغير لم يخلق مثله الشيطان". بهذا البيت المأخوذ من قصيدة "عن المجزرة" للشاعر حاييم نحمان بياليك، استهل رئيس الحكومة نتنياهو كلامه في اجتماع الحكومة الأمنية المصغرة الذي انعقد عقب العثور على جثث إيال يفراح، وغيل عاد شاعر، ونفتالي فرانكل. ومن المعروف أن قصيدة "عن المجزرة" كُتبت رداً على مذبحة كيشينيف في روسيا عام 1903، حين أدى المناخ المعادي للسامية إلى ذبح عشرات اليهود العزل. بيد أن إسرائيل دولة مستقلة ذات سيادة، ولديها جيش قوي، ومؤسسات حكم حديثة واقتصاد مستقر. وبمعان عديدة، فهي تشكل الردّ الواضح على حالة العجز الموصوفة في قصيدة "عن المجزرة". غير أن نتنياهو، الرجل الذي مهمته تعزيز وعي المواطنين بالسيادة، يختار مراراً وتكراراً تأجيج مشاعر الغضب والإحباط التي تولد إحساساً بالاضطهاد والمظلومية وسط الجمهور.
•هذه الممارسة الخطيرة التي تلقى الدعم المنهجي من جناح اليمين المتطرف للحكومة، تشحن الأجواء بالعنف والعطش إلى الانتقام. فقد ظهرت خلال الأيام القليلة الماضية على شبكات التواصل الاجتماعي عشرات المجموعات الداعية إلى الانتقام؛ وانضم نحو 32000 شخص إلى إحدى هذه المجموعات التي تطلق على نفسها اسم "شعب إسرائيل يطالب بالانتقام". ونشر شبان صورهم وهم يرفعون ملصقات تحمل نجمة داوود وشعارات تدعو إلى الانتقام، أو صوراً لقبعات البيريه العسكرية ورموز الوحدات العسكرية مع الدعوة إلى الانتقام. وحمّل متصفحو الإنترنت أشرطة فيديو تدعو إلى "ذبح النائبة في الكنيست الإسرائيلي حنين الزعبي". وحاولت جماهير غوغائية من اليهود الاعتداء على عرب. وجميع هذه الحوادث تعبير مخيف عن الأجواء العامة المشحونة التي تغذّيها تصريحات القادة غير المسؤولة.
•فمن المفترض بالدولة الحديثة أن تمنع أعمال الانتقام والفظائع على الطريقة التوراتية. إن الغضب والإحباط، أو تفجّع شاعر من مطلع القرن الماضي، لا يمكن أن يشكل أساساً لصنع السياسات، فهو يزيل الكوابح التي تلجم الجمهور ويمنح شرعية لمنتقمي "فايسبوك" والمجرمين العنصريين.
•إنها لحظة حرجة، فعلى نتنياهو أن يضع الاعتبارات السياسية والتكتيكية جانباً، ويبدأ بإعطاء كلمة "قائد" مضموناً ومغزى. كما أن عليه التنديد بدعوات الانتقام وبذل كل ما في وسعه لتنفيس أجواء التحريض، التي يخشى أنها هي التي أدت حتى الآن إلى مقتل فتى فلسطيني. إنها ساعة الامتحان بالنسبة إليه.