سورية ستردّ على الغارات الإسرائيلية في الجولان من خلال "عملاء لهان لا من خلال جيشها
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

•استناداً إلى تجربة الماضي وإلى توقعات أخرى، فإن سورية ستردّ على الهجوم الذي حدث هذه الليلة (الأحد - الاثنين)، لكنها ستفعل ذلك بواسطة "عملاء" لها لا مباشرة من خلال جيشها. في الماضي، جاء الرد على غارات الجيش الإسرائيلي بواسطة مجموعات مسلحة تابعة لحزب الله- بعضها درزي وبعضها الآخر فلسطيني- تنشط بحماية جيش نظام بشار الأسد من دون أن تكون تابعة مباشرة لقيادته. وقامت إحدى هذه المجموعات قبل أشهر بإطلاق صواريخ على موقع في جبل الشيخ. ومن المحتمل أن يأتي الرد الانتقامي هذه المرة أيضاً في هضبة الجولان، مما يفرض على الجيش أن يستعد ويضاعف جهوده الاستخباراتية. 

•وبالاستناد إلى جميع الدلائل، فإن الهجوم الذي تسبب بمقتل محمد قراقره (13 عاماً) نفذته إحدى المجموعات المسلحة أو الميليشيات التي تنشط بحماية الأسد ومساعدته، وجرى انطلاقاً من المنطقة الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري وليس في منطقة الثوار. ومما لا شك فيه أن حقيقة قطع صاروخ مسافة لا تقل عن سبعة كيلومترات من دون أن يكشفه الجيش الإسرائيلي تستدعي الفحص، لأن صاروخاً من هذا النوع انطلق نحو هدفه مع لهب واضح في ذيله يسمح بمطاردته.

•إن نوع الصاروخ الذي أصاب الشاحنة التي قتلت الشاب وجرحت والده وعاملين آخرين ليس واضحاً حتى الآن بصورة قاطعة. لكن وفقاً لحجم الفتحة التي أحدثها الصاروخ في الجدار ومكان سقوطه، فمن المحتمل أن يكون من الطراز الجديد للصاروخ الروسي المضاد للدروع من نوع كورنيت EM. ويشتمل هذا الصاروخ على عدة رؤوس حربية تلائم إصابة أهداف مثل شاحنة موجودة وراء جدار سميك.

•ويبلغ مدى هذا النموذج من الرأس الحربي الذي تبلغ زنته نحو سبعة كيلوغرامات من الـ"تي أن تي" 10 كيلومترات، ويوجه مثل جميع الصواريخ من هذا الطراز، بواسطة الليزر. لكن الميزة الكبيرة لهذا الصاروخ أنه لا يحتاج إلى توجيه بواسطة موجه، ويستطيع التوجه تلقائياً إلى الهدف وإصابته بدقة.

•ومن المعلوم أن الصاروخ القديم من طراز كورنيت استخدمه حزب الله ضد مواقع الجيش الإسرائيلي وجيش لبنان الجنوبي في لبنان حتى سنة 2000. واستطاع هذا الصاروخ الذي ينطلق بسرعة كبيرة جداً إيقاع خسائر كبيرة وسط قواتنا، وهو قادر على إحداث فتحة في السياج الحدودي في هضبة الجولان المصنوع من قضبان الفولاذ السميكة جداً.

•ويشير استخدام هذا السلاح إلى علاقة ما بالجيش السوري الذي يتزود بصواريخ كورنيت جديدة من روسيا، من المعروف أنه نقلها إلى حزب الله. هذا ما حدث بالنسبة إلى النوع القديم من هذه الصواريخ، وليس هناك ما يمنع أنه حدث أيضاً بالنسبة إلى صواريخ كورنيت من الطراز الجديد.

•لكن ما هو مهم في الحقيقة أن الهجوم الذي وقع بالأمس، وكذلك إطلاق الصواريخ على موقع جبل الشيخ وحوادث أخرى، تشير جميعها إلى تمركز مجموعات مسلحة مستقلة ليست تابعة للثوار فقط، بل أيضاً لميليشيات مؤيدة للنظام يقف حزب الله وراء عدد منها وهو يقوم بتنظيمها، كما أن البعض منها يتعاون مع فلسطينيين من تنظيم أحمد جبريل، الذي لا يزال ناشطاً في هضبة الجولان وسورية.

•هذه الميليشيات، مثل "جيش الدفاع الوطني"، تعمل إلى جانب "الشبيحة" لكنها لا تتلقى الأوامر من أحد، ولديها مصلحة كبيرة في أن تعتقد إسرائيل أن الثوار هم الذين يقصفونها وبالتالي ترد بقصف مجموعات الثوار. وهذا ما يفسر وقوع الهجوم تحديداً بالقرب من موقع إحدى مجموعات الثوار. وعلى ما يبدو فثمة من يريد أن تتهم إسرائيل الثوار وأن يقوم الجيش الإسرائيلي بمهاجمتهم. إن الحدود في الجولان التي كانت هادئة لأن النظام السوري كان يعرف كيف يفرض إرادته، أصبحت اليوم مصدراً للمشاكل لأن هذا النظام لم يعد قادراً على فرض إرادته على حلفائه الذين يتحركون باسمه ويقاتلون مجموعات الثوار السّنة المسلحين الذين ينشطون في هضبة الجولان.

•صحيح أن عناصر إسلامية متشددة بينها عناصر من القاعدة، بدأوا في الاقتراب من منطقة الحدود بين إسرائيل وسورية في الجولان، لكنهم حتى الآن يركزون حربهم ضد النظام السوري في مسعى لتوحيد سورية والعراق ضمن خلافة إسلامية واحدة وكبيرة، وهم ليسوا معنيين اليوم بمواجهة معنا. وتحظى المجموعات الإسلامية المعتدلة و"الجيش السوري الحر" العلماني بمساعدة إنسانية من إسرائيل، وبالتالي ليس من الممكن أن يحاولوا الاعتداء عليها.

•إن إسرائيل توجه إصبع الاتهام اليوم نحو النظام السوري وجيشه الذي يسيطر على شريط ضيق في الجولان يمتد في جزئه الغربي نحو القنيطرة وفي جزئه الشرقي نحو الطريق المؤدية إلى دمشق. وهي تفعل ذلك ليس لأن الجيش السوري هو من قام بالعملية، بل لأن المجموعات التي تحظى بدعم النظام هي التي قامت بهجوم الأمس بحماية الجيش السوري الذي هو سيد المنطقة رسمياً.

•إن الأمر من دون شك معقد. لكن إذا كان الجيش الإسرائيلي والقدس يبحثان في رد رادع فيجب أن يكون محدداً جداً ومباشراً كي تكون الرسالة محددة ولا يؤدي ذلك إلى إشعال مواجهة كبيرة على الأرض، إذ ليس من مصلحة إسرائيل الآن التسبب بنشوب مواجهة يمكن أن تتطور إلى حرب.