سياسة نتنياهو مسؤولة عن عمليات اختطاف إسرائيليين
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·      من دون أي صلة بهذا الموقف السياسي أو ذاك في ما يتعلق بمستقبل الاستيطان الإسرائيلي في المناطق [المحتلة]، فإن كل الإسرائيليين متحدون الآن في قلقهم على مصير الشبان الثلاثة المفقودين، وكذلك في إدراك أنه في منطقة الشرق الأوسط الدموية التي نعيش فيها، لا يمكننا أن نعتمد إلا على أنفسنا.

·      إن نقطة الخلاف الجوهرية مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو التي تؤجج حملة النقد الحادة الموجهة إليه، ناجمة عن قراره إطلاق آلاف الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية في مقابل الإفراج عن جنود مختطفين أو أسرى. إن من أقدم في السابق على إطلاق زعيم حركة "حماس" الشيخ أحمد ياسين، وبعد ذلك تفاوض مع هذه الحركة وأطلق أكثر من ألف قاتل في مقابل الإفراج عن غلعاد شاليط [الجندي الإسرائيلي الذي كان أسيراً لدى "حماس"]، لا يمكنه أن ينفي أنه بذلك شجع المنظمات "الإرهابية" على محاولة القيام بعمليات اختطاف إسرائيليين آخرين جنوداً ومدنيين.

·      ومع ذلك، اختار نتنياهو أن يوجه أصابع الاتهام إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وأعرب عن خيبة أمله من رد الفعل الهزيل للأسرة الدولية على عملية اختطاف الشبان الإسرائيليين الثلاثة. غير أنه في هذه الساعات أيضاً مسموح لنا بل من واجبنا، أن نطلب من رئيس الحكومة أن يأخذ على عاتقه المسؤولية الكاملة عن دوره في انهيار مفهوم الأمن الذي ينتهجه في الأعوام الأخيرة. ولا شك في أن إطلاق أسرى [فلسطينيين] بالجملة وإجراء مفاوضات غير مباشرة مع "حماس" من أجل إضعاف نفوذ السلطة الفلسطينية، هما نتيجتان مباشرتان لسياسته هذه.

·      كما أن نمط السلوك الثابت لدى رئيس الحكومة الذي يتسم بإلقاء المسؤولية عن أي إخفاق (مثل موضوع جعل إيران دولة عتبة نووية)، على كاهل الأسرة الدولية، أو يتسم بطرح مطالب متعددة في سياق أي مفاوضات مع الفلسطينيين والمسارعة إلى اتهام عباس بالمسؤولية عن إخفاقها، أدى إلى أن قيام الجيش الإسرائيلي كله خلال الأيام القليلة الفائتة بمطاردة خلية "إرهابية" واحدة، وإلى أن يعيش الكثير من الإسرائيليين في خوف دائم من الاختطاف، في وقت يفضل العالم أجمع مواصلة مشاهدة مباريات المونديال.

·      إذا كنا نحن مسؤولين عن مصيرنا مثلما قال نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون في أول تعقيب لهما على عملية الاختطاف، فما الذي يريدانه من عباس ومن وزير الخارجية الأميركي جون كيري؟

·      لقد عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية- الأمنية مساء أمس [السبت] اجتماعاً طارئاً. ولأول مرة منذ تأليف الحكومة الحالية انضم إلى هذا الاجتماع وزراء لم يطلعوا من قبل على مداولات ذات دلالات استراتيجية. ومع أن نتنياهو ويعلون يأتيان إلى هذه المداولات بتجربة جمة وقدرة على التصرف بالحذر اللازم، إلا أنه من شبه المؤكد أنه يتعين على الوزيرين يائير لبيد ونفتالي بينت أن يطرحا رأييهما ويرجحا الكفة في أي قرار حاسم يتم اتخاذه.

·      عندما تنتهي هذه الأزمة، سنجد أنفسنا مرة أخرى أمام الاختبار الحقيقي: هل ستستخلص الاستنتاجات التاريخية التي تحدّد الاتجاه نحو رسم حدود إسرائيل والمعالجة العميقة والجذرية لجذور النزاع الذي يسمّم العلاقات بيننا وبين جيراننا؟ وهل سنفهم أخيراً أن وراء تلك الخلية الواحدة ملايين الفلسطينيين الذين لن يتخلوا أبداً عن رغبتهم في العيش بحرية وكرامة وانفصال عنا؟.