· يعيش المسؤولون في القدس حالة من الترقب، عشية إصدار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قرارها الظني المتعلق بعملية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري، والذي من المتوقع أن يتهم مسؤولين كباراً في حزب الله بارتكابها، وذلك بسبب الخشية من أن يقوم الحزب بتصعيد التوتر مع إسرائيل.
· ووفقاً لضابط عسكري رفيع المستوى في قيادة المنطقة العسكرية الشمالية فإن حزب الله لن يقدم على يحمّل إسرائيل المسؤولية عن الأوضاع التي قد تنجم عن القرار الظني، وذلك في ضوء محافظة هذه الأخيرة على قوتها الردعية منذ حرب لبنان الثانية، فضلاً عن أن [الأمين العام لحزب الله] السيد حسن نصر الله يبدو غير معنيّ بأن يتدهور الوضع أكثر فأكثر.
· وأكد هذا الضابط الكبير أن "حزب الله يدرك أنه في حال اندلاع حرب أخرى فإن حرب لبنان الثانية ستكون أشبه بنزهة مقارنة بها". وأضاف "صحيح أن الجبهة الإسرائيلية الداخلية ستكون عرضة لقصف الصواريخ، إلاّ إن الجيش الإسرائيلي حسّن قدراته كثيراً ولذا فإن الأثمان لدى الطرف الآخر ستكون باهظة جداً. ولا يجوز أن نخاف من حزب الله أو أن نخيف شعبنا به".
· مع ذلك، فإن المسؤولين العسكريين في إسرائيل يدركون جيداً أنه لا يجوز الاستخفاف بحزب الله مطلقاً، خصوصاً وأنه عزّز قوته كثيراً خلال الأعوام القليلة الفائتة، كما أنه أصبح يملك وسائل قتالية متطورة حصل عليها من سورية، والفرضية القائمة في إسرائيل هي أن كل ما هو موجود في سورية قد وصل إلى يد حزب الله، لكن لا توجد حتى الآن إشارات تدل على حصوله على أسلحة كيماوية. وإذا ما صحت التقارير التي أفادت بأنه تم مؤخراً تهريب صواريخ من طراز سكود ـ دي من سورية إلى حزب الله، فإن عمليات التهريب هذه تعتبر الأكثر إشكالية خلال العام الفائت، ذلك بأن مدى هذه الصواريخ يبلغ 700 كيلومتر، في حين أن الصواريخ التي تم تهريبها في السابق كانت من طراز سكود ـ بي وسكود ـ سي التي يتراوح مداها ما بين 300 - 500 كيلومتر. كما أن حزب الله يملك عشرات الصواريخ الدقيقة التي يتراوح مداها ما بين 200 - 300 كيلومتر. ويصل مجموع عدد الصواريخ والقذائف الموجودة في حيازته نحو 50 ألفاً.
لكن على الرغم من ذلك فإن قيادة المنطقة العسكرية الشمالية تعتقد أن وضع حزب الله صعب للغاية، وبحسب ما يؤكد الضابط الكبير نفسه فإن الحزب "يواجه حالياً الأزمة الأخطر في تاريخه. وبناء على ذلك فإن خوض مواجهة مع إسرائيل غير مطروح على سلم أولوياته في هذه الفترة التي يواجه فيها مشكلات في القيادة، وصعوبات اقتصادية، وأزمة داخلية، فضلاً عن نقص كبير في التدريبات العسكرية".