البناء في المستوطنات يبلغ الذروة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       إن كل من قام بزيارة الضفة في الأشهر الأخيرة تستقبله ضجة البلدوزرات، والحفارات والآلات الضخمة لحفر الأساسات، التي تطلق في الهواء غيوماً من الغبار يمكن رؤيتها على بعد كيلومترات.

·       في عشرات المستوطنات، ومن بينها تلك التي لم يتحرك فيها حجر لأعوام طويلة، تتسارع أعمال البناء، التي من شأنها أن تحقق حلم مئات العائلات الإسرائيلية في الحصول على بيت وحديقة في هذا المشهد الطبيعي. يضاف إلى ذلك العمل على إعداد مساحات ضخمة من الأراضي للبناء في المستوطنات الكبيرة، التي لم يتوقف البناء فيها لحظة واحدة خلال الأعوام العشرة الأخيرة مثل: معالية أدوميم، وأريئيل، وموديعين عيليت، وبيتار عيليت.

·       وعلى عكس ما حدث في الأشهر التي سبقت قرار تجميد البناء، وخلال الأشهر العشرة للتجميد، حين تركز الجزء الأكبر من البناء في المستوطنات الواقعة شرقي جدار الفصل، فقد انتقل البناء في الأشهر الأخيرة من جديد إلى المستوطنات الواقعة غربي حدود الجدار، والتي ترغب إسرائيل في أن يتعود العالم على اعتبارها جزءاً من "الكتل الاستيطانية".

·       كما عاد البناء إلى البؤر الاستيطانية غير القانونية، ولم يسبق أن رأينا حركة بناء كثيفة في هذه البؤر كتلك التي نشاهدها اليوم.

·       إن هذا الحجم من البناء في المستوطنات لم يسبق أن رأيناه منذ الفترة التي تولى فيها إيهود باراك رئاسة للحكومة. في الفترة الأخيرة أنّب باراك الفلسطينيين لرفضهم العودة إلى المفاوضات، مذكراً إياهم بأنه خلال توليه لرئاسة الحكومة استمرت المفاوضات على الرغم من أن وتيرة البناء في  المستوطنات كانت أربع مرات أكبر مما عليه اليوم. وعلى ما يبدو نسي باراك كيف انتهت هذه المفاوضات التي أجراها مع الفلسطينيين.

·       إن الاستمرار في البناء في المستوطنات هو تحديداً السبب الذي يجعل الفلسطينيين يرفضون العودة إلى المفاوضات. فلقد سبق لهم ومروا بكل هذا منذ سنة 1993 حين كان عدد المستوطنين 110 آلاف وحتى اليوم حين صار عددهم 330 ألفاً. لذا ليس غريباً أن يفضل الفلسطينيون نقل المواجهة مع إسرائيل إلى الأمم المتحدة. فهناك سيكونون الطرف الأضعف مثلما كان اليهود في سنة 1947، وستحظى مطالبتهم بالاعتراف بالدولة ضمن حدود 1967 بتأييد أغلبية الدول في المجتمع الدولي.

لم تعد المشكلة تدور بين اليمين واليسار في إسرائيل، لأن لا وجود لليسار فيها، وإنما المشكلة هي المعركة التي يخوضها اليمين الاستيطاني بمساعدة حكومة نتنياهو ضد العالم بأسره، باستثناء أصدقائنا الجدد بين المجموعات اليمينية من الفاشيين الجدد في أوروبا، والإنجيليين في الولايات المتحدة الأميركية. ومع أصدقاء من هذا النوع من الأفضل لإسرائيل أن تدرس بجدية كيفية التوصل إلى سلام مع العالم العربي في أسرع وقت.