من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· حمل "مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية سنة 2010"، الصادر عن"المعهد الإسرائيلي للديمقراطية"، معلومات مهمة عن علاقة المواطنين الإسرائيليين اليهود تجاه المواطنين العرب. إذ تبين أن 86% من اليهود يعتقدون أن القرارات المهمة في الدولة يجب أن تتخذها الأغلبية اليهودية. وقال 62% منهم، إنه طالما إسرائيل هي في حالة مواجهة مع الفلسطينيين، يجب عدم الأخذ برأي المواطنين العرب في موضوعي السياسة الخارجية والأمن.
· من الواضح أن هذه النتائج لا تتلاءم مع قيم الديمقراطية الحديثة، التي تعتبر أن من حق المواطنين جميعاً المشاركة في الانتخابات البرلمانية والتعبير عن رأيهم بغض النظر عن عرقهم أو دينهم. وطوال الـ 62 عاماً الماضية، احترمت إسرائيل هذا المبدأ وما زالت تحترمه.
· في الماضي، عندما كانت الموضوعات المتعلقة بالسياسة الأمنية والخارجية تُطرح على التصويت في الكنيست، فإنها كانت تحظى بأغلبية كبيرة، ولم يكن لتصويت أعضاء الكنيست العرب تأثير حاسم. ولكننا ما زلنا نذكر تصويت الكنيست على حجب الثقة عن الحكومة بسبب اتفاق أوسلو. يومها لم يكن في إمكان حكومة رابين الفوز بالتصويت، لولا تأييد أعضاء الكنيست العرب. مما يثبت أنه في ظروف معينة، يستطيع الصوت العربي أن يرجح كفة التصويت في الكنيست.
· ولكن هل تدل نتائج الاستطلاع على أن أغلبية اليهود لم تستوعب المبادىء الأساسية للنظام الديمقراطي؟ وهل من الممكن أن يؤدي التشديد في منهاج التعليم على الديمقراطية إلى اختفاء هذا التوجه الموجود لدى عدد كبير من المواطنين؟
· قبل أن نصل إلى مثل هذه الخلاصة، علينا أن نصغي إلى خطابات أعضاء الكنيست من العرب، التي تمتاز اجمالاً بالعداء لدولة إسرائيل، وباتهامها بارتكاب جرائم حرب، وتدعم أعداء إسرائيل مثل حزب الله، وحركة "حماس". إن الأغلبية اليهودية لا علاقة لها مباشرة بالجمهور العربي، وهي تشكل موقفها منه، انطلاقاً من كلام أعضاء الكنيست العرب الذين يمثلون هذا الجمهور. فالمشاركة الاستعراضية لعضو الكنيست حنين الزعبي في أسطول المساعدات إلى غزة التي قام بها تنظيم إرهابي تركي، والزيارات المتواصلة لأعضاء الكنيست العرب إلى دول عربية هي في حالة حرب مع إسرائيل، تزيد من حدة هذا الموقف.
· وإذا أضفنا إلى ذلك النشاط الشائن للجناح الشمالي في الحركة الإسلامية، الذي على غرار "حماس" يصلي من أجل القضاء على إسرائيل، يمكننا أن نفهم لماذا تعتقد أغلبية اليهود بأن منح عرب إسرائيل امكان تقرير مستقبل الدولة سيكون أشبه بانتحار وطني.
· وهنا يُطرح السؤال، هل أغلبية العرب في الدولة يؤيدون مواقف أعضاء الكنيست العرب؟ إن نسبة أعضاء الكنيست من العرب أقل بكثير من عدد الناخبين العرب بين مجموع الناخبين الإسرائيليين، الأمر الذي يدل على أن ليس كل العرب يمنحون أصواتهم لهم، وإنما هم يوزعونها على سائر الأحزاب. ولكن هل جميع الذين صوتوا إلى جانب أعضاء الكنيست من العرب يؤيدون مواقف هؤلاء الأعضاء، أم أن تصويتهم هو نتيجة لغياب حزب عربي يعمل من أجل تحقيق المساواة بين الفرص للعرب، ولكنه لا يدعم أعداء إسرائيل؟
· يبدو أن هناك مجال لنشوء مثل هذا الحزب، كما يجب زيادة مشاركة العرب في الأحزاب الموجودة. وباستطاعة المعهد الإسرائيلي للديمقراطية أن يقدم خدمة كبيرة، لو أنه يجري استطلاعاً بين المواطنين العرب بشأن هذه المسائل.
· من الواضح اليوم، أن أعضاء الكنيست العرب بهجومهم الدائم على إسرائيل، وبتأييدهم لأعدائها يسيئون إلى تحقيق الانسجام بين العرب واليهود، الشرط الأساسي من أجل اندماج السكان العرب في المجتمع الإسرائيلي.