· تبيّن أمس (الثلاثاء) أن رزمة الضمانات والمحفزات التي اقترحتها الإدارة الأميركية على إسرائيل في مقابل موافقتها على تمديد تجميد أعمال البناء في المستوطنات [في الضفة الغربية] ثلاثة أشهر أخرى تمهيداً لاستئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، قد ضاعت من أيدينا، لكن على الرغم من ذلك فإن مصادر مقربة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حرصت على تأكيد أن العلاقات مع الأميركيين أصبحت في الوقت الحالي وثيقة أكثر مما كانت عليه لدى تسلم نتنياهو مهمات منصب رئيس الحكومة قبل عام وثمانية أشهر.
· وفسرت هذه المصادر ذلك الأمر بالقول إن الجانب الأميركي توصل إلى استنتاج فحواه أنه حتى لو وافق رئيس الحكومة على تمديد التجميد فترة أخرى فإن الفلسطينيين لا بُد من أن يتسببوا بعد فترة قصيرة بأزمة أخرى كي لا تُستكمل المفاوضات المتعلقة بالحدود المستقبلية، وخصوصاً بعد نجاحهم في إقناع الأسرة الدولية بالوقوف إلى جانبهم في كل ما يتعلق بالاعتراف بإقامة دولة فلسطينية ضمن حدود 1967.
· وعلى ما يبدو فإن هذا الوضع جعل الإدارة الأميركية تشعر بالعجز، الأمر الذي دفعها إلى التخلي عن مطلب تمديد تجميد البناء الاستيطاني ثلاثة أشهر أخرى. ومن المتوقع أن يدخل النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني من الآن فصاعداً مرحلة انتظار أخرى يتم خلالها البحث عن إمكان استئناف المفاوضات المباشرة ضمن قنوات سرية.
ولا شك في أن هذا الوضع يعتبر مريحاً لنتنياهو، ذلك بأن [وزير الدفاع] إيهود باراك ووزراء حزب العمل سيجدان الأسباب الكافية للبقاء في الحكومة، فضلاً عن أن المستوطنين سيرحبون به، في حين أن حزب شاس سيعلن أنه يؤيد السلام لكن ليس بأي ثمن.