من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· عندما عُين داغان رئيساً للموساد، قبل ثمانية أعوام، كان صدام حسين يحكم العراق، وياسر عرفات سجيناً في المقاطعة [في رام الله]، ومحمود أحمدي نجاد يدرس الهندسة في كلية العلوم التكنولوجية في طهران. وكانت إسرائيل تواجه موجة العمليات الانتحارية، والاقتصاد يوشك أن ينهار، والمعنويات الوطنية بلغت أدنى درجاتها.
· عرف أريئيل شارون داغان في الجيش، وقام بتعيينه مسؤولاً عن الأجهزة السرية لأنه أراد أن يعيد إلى هذه الأجهزة الروح القتالية. وكانت مهمة داغان الأساسية هي وقف المشروع النووي الإيراني، لكنه رأى أنها مهمة مستحيلة. فقد كشفت وثائق ويكيليكس أنه قال لسيناتور أميركي في سنة 2005: "إيران قررت أن تصبح نووية، ولا شيء سيوقفها عن تحقيق ذلك".
· وكشفت الوثائق المسربة، أن المواجهة الإسرائيلية - الإيرانية لا تقتصر على الموضوع النووي فحسب، بل إنها مواجهة أيديولوجية شاملة أيضاً. ويدل التاريخ على أن هذه المواجهات لا تنتهي إلا عندما يقوم أحد الطرفين بتوجيه الضربة القاضية إلى الطرف الآخر، فهذا ما حدث بين ستالين وهتلر، الرأسمالية الأميركية والشيوعية السوفياتية، الصهيونية والناصرية.
· إن الرئيس الإيراني لا يتوقف عن القول علناً إن "الكيان الصهيوني" يوشك أن ينهار. وبينما يحاذر زعماء إسرائيل قول كلام مماثل عن إيران علناً، إلا إنهم في أحاديثهم المغلقة يتحدثون كما يتحدث أحمدي نجاد. وفي لقاء جرى في صيف سنة 2007، عرض داغان على الأميركيين خطة سياسية شاملة للإطاحة بالنظام في طهران قائلاً: "إن في إمكان إسرائيل والولايات المتحدة تغيير النظام في إيران... ونستطيع أن نجبر الإيرانيين على وقف مشروعهم النووي، فتصبح إيران دولة طبيعية".
· بدا داغان في الوثائق المسربة من أنصار عدم استخدام القوة، وإنما اللجوء إلى أسلوب المؤامرات من أجل إضعاف الخصم. فقد اقترح تحريض الطلاب والأقليات في إيران، واستغلال الضائقة الاقتصادية من أجل تهديد استقرار النظام وإضعافه، واقترح "عمليات سرية" لم يكشف عنها.
· وقد بلغ نفوذ داغان الذروة خلال رئاسة إيهود أولمرت الحكومة، فقد كانت تقديراته صحيحة بشأن حرب لبنان على الرغم من عدم الأخذ بها، لكن أولمرت تعلم بأن عليه أن يثق بداغان. واستناداً إلى مصادر أجنبية، فإن داغان هو الذي أعطى أولمرت المعلومات الموثوق بها، والمتصلة بالمفاعل النووي الذي تبنيه سورية، الأمر الذي سهّل تدميره. وبعد بضعة أسابيع على الحادثة اغتيل في دمشق المسؤول الكبير في حزب الله عماد مغنية. وقد ساهمت هذه العمليات وغيرها في رفع المعنويات في إسرائيل، وهناك مَن يقول إنها ساعدت في تأخير تقدم المشروع النووي بضعة أعوام.
· لكن مهما تكن الدرجة التي وصلت إليها جرأة هذه المهمات السرية، فإنها لم تستطع تغيير الميزان الاستراتيجي في المنطقة، بل إن إيران واصلت تعزيز قوتها على الرغم من الصعوبات كافة. قد تكون استراتيجيا الحد من استخدام القوة العسكرية منحت إسرائيل الهدوء الأمني، وساهمت في ازدهار الاقتصاد، وقرّبت إليها الدول العربية المعتدلة التي تتخوف من إيران، إلا إنها لا تكفي لتحقيق الانتصار في المواجهة الكبرى.
· بشرت عودة نتنياهو وباراك إلى السلطة بتراجع نفوذ داغان. وتشير وثائق ويكيليكس إلى أن نتنياهو وباراك يؤمنان بأن حسم الموضوع الإيراني يتطلب استخدام القوة العسكرية، وأن تدمير المفاعل السوري جرى بعملية قصف جوي، لا بعملية جراحية أو بواسطة الضغط الدبلوماسي. كما تدل وثائق ويكيليكس على أن إسرائيل كانت تعد العدة لـ"تصعيد عسكري" في الصيف الماضي، لكن هذا لم يكن رأي داغان.
ألقت عملية اغتيال المبحوح في دبي التي نُسبت إلى الموساد الظلال على العام الأخير من عمل داغان، لكن الموساد اتُّهم بأنه وراء عملية الهجوم على حواسيب المشروع النووي الإيراني، وأنه مَن نفّذ بنجاح عملية اغتيال أحد كبار علماء الذرة الإيرانيين. وإذا ما افترضنا أن داغان هو وراء العملية التي حدثت في وسط طهران، فإن هذا يدل على أنه لم يخسر شجاعته وقوته بعد عملية دبي. وبهذه الطريقة يكون داغان أنهى بشكل مشرف ولايته، على الرغم من عدم تنفيذه مهمته الأساسية.